اللاذقية-سانا
ضمن استجابتها التنموية بريف اللاذقية وبهدف ترميم الأراضي الزراعية المتضررة من الحرائق وتنمية المجتمعات الريفية المحيطة بها أطلقت الأمانة السورية للتنمية اليوم ورشة عمل متخصصة لتطوير التوجه العام لقطاع الزراعة والثروة الحيوانية لناحية الفاخورة.
الورشة التي تستمر 4 أيام في منتجع أفاميا باللاذقية تنظمها الأمانة السورية للتنمية بالشراكة مع المؤسسات الرسمية بالمحافظة وممثلي المجتمع المحلي وخبراء ومختصين تشكل محطة لتنظيم الأدوار ولإشراك أصحاب الخبرات والمجتمع المحلي في اتخاذ القرار والرأي حيال كل ما يلزم للنهوض بتنمية المناطق المستهدفة.
وتم اختيار ناحية الفاخورة باعتبارها أكثر النواحي المتضررة من الحرائق على مستوى منطقة القرداحة واللاذقية بشكل عام لتكون نقطة البداية للاستراتيجية التنموية التي ستستمر في كل المناطق المتضررة من الحرائق التي أصابت المنطقتين الساحلية والوسطى أواخر عام 2020 للوصول إلى مجتمع مستدام يتمتع باكتفائه الذاتي واستثمار موارده بالشكل الأمثل للنهوض بالواقع المعيشي والاجتماعي مع التركيز على الملف الزراعي.
محافظ اللاذقية عامر هلال أشار في كلمة افتتاح الورشة إلى حجم الضرر الذي لحق بالبنى التحتية وأملاك الأهالي والأراضي الزراعية والحراجية جراء الحرائق التي شهدتها المحافظة يومي الـ 9 والـ 10 من تشرين الأول عام 2020 والجهود التي بذلتها القطاعات الحكومية وورشات الشركات العامة لإعادة الخدمات والمرافق العامة بالتوازي مع عمليات إخماد النيران.
وقال هلال إن “الورشة فرصة لنتشارك كجهات حكومية وفعاليات أهلية ومجتمعية في وضع منهجية للخطط التنموية للقرى المتضررة من الحرائق واستثمار الفرص الممكنة في القطاعات الزراعية والثروة الحيوانية والصناعات المتعلقة بها في ناحية الفاخورة لتنمية القرى المتضررة فيها اقتصادياً واجتماعياً وخدمياً ضمن التوجه للتنمية الشاملة لاحقاً في جميع القرى والقطاعات”.
وفي تصريحات لـ سانا أوضحت عرين العلي المدير الوطني لبرنامج (مشروعي) التابع للأمانة السورية للتنمية أن الورشة الحالية تتويج لسبعة أشهر من العمل ونتيجة من نتائج الاستجابة السريعة التي حصلت بعد الحرائق في المنطقتين الساحلية والوسطى أواخر عام 2020 مبينة أن الخطة التنموية التي سيتم التوصل إلى برنامج لتنفيذها في ناحية الفاخورة هي نقطة انطلاق لخطط تنموية لاحقة في مناطق أخرى متضررة تتغير معطياتها التفصيلية تبعاً لخصوصية وحاجات وأضرار كل منطقة والمجتمع المحلي فيها.
وأضافت العلي أن الورشة ستشكل محطة أساسية لمناقشة مقترح التوجه العام لقطاع الزراعة والثروة الحيوانية وتطويره بهدف التوافق عليه وتبنيه من خلال إطلاق الأمانة حواراً مثمراً بين مجموعات عمل تضم حوالي 100 شخص وممثل عن الجهات الرسمية والمجتمع المحلي البالغ عددها 18 جهة مشيرة إلى أن الزراعة هي العنوان الذي سيتم البدء به.
الدكتور وليد الطويل خبير من المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) أوضح أنهم يشاركون بالورشة من خلال وفد متعدد الاختصاصات لتبادل الآراء والخبرات حول إعادة تأهيل الزراعة ومناطق الغابات وتطوير الإنتاج النباتي والحيواني وطرح مشاريع تطويرية كتشجيع زراعة الوردة الشامية والنباتات العطرية وتربية النحل وغيرها.
وأشار الدكتور علي سعادات خبير في (أكساد) إلى أن المركز وزع 10 آلاف غرسة وردة شامية على المزارعين بقرية قلعة المهالبة بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية واتحاد الفلاحين على أمل تعميم مثل هذه المشاريع على المناطق المتضررة من الحرائق مؤكداً جاهزية المركز للمساعدة في إعادة تنمية القطاع الزراعي.
وذكر باسم دوبا مدير زراعة اللاذقية أن الورشة ستناقش الخطة الموضوعة لتنمية ناحية الفاخورة من قبل الخبراء والفنيين والدارسين ووضع آلية تنفيذية لبرنامج العمل والبدء بالتنفيذ فور الانتهاء من الورشة لتكون نواة لمشروعات تنموية مستقبلية مؤكداً استعداد المديرية لتنفيذ كل ما هو مطلوب لإنجاح هذه الخطط والاستفادة من هذه التجربة وتعميمها.
ابراهيم حسن رئيس مجلس ناحية الفاخورة بين أن الورشة تتوج الجهود المبذولة من قبل فرق الأمانة السورية للتنمية والدراسات التي أجروها سابقاً للإلمام بالاحتياجات اللازمة لتطوير المجتمع المحلي والنهوض بالواقع المعيشي للأهالي بعد الخسائر التي لحقت بهم جراء الحرائق.
ومن المزارعين المشاركين بالورشة أشار نبراس خضور من قرية المعلقة إلى أن مشاركته بالورشة هي لطرح الصعوبات التي تواجه مربي الثروة الحيوانية كارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية والتركيز على المشاريع التي تساعد في تصريف منتجاتهم كإنشاء معمل للألبان والأجبان بينما لفت المزارع بشار طربوش من قرية القلمون إلى أهمية تحسين الواقع الزراعي بالناحية وتعويض الأشجار المتضررة وتوفير المعدات الزراعية والأسمدة للمزارعين والحصول على قروض ميسرة.
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency