دمشق-سانا
يشكل مشروع (إعادة إحياء نهر بردى) الذي انطلق من المعهد العالي للتخطيط الإقليمي في جامعة دمشق مشروعاً بحثياً وفنياً تطبيقياً يهدف إلى إعادة المجرى الحيوي للنهر إلى شكله الطبيعي والحيوي والتراثي لجهة الأكتاف الخضراء والممرات وحرم النهر والتعديات العمرانية بالاعتماد على دراسات عمرانية تنظم الصرف الصحي وشبكات الطرق ومخططات استعمالات الأراضي.
المشروع الذي فازت فيه الجامعة كمشروع بحثي من هيئة البحث العلمي حسبما أوضحت الدكتورة غادة بلال مديرة المشروع لـ سانا الشبابية أنه تم من خلاله تأهيل طلاب الماجستير والدكتوراه لتقديم أبحاثهم حول نهر بردى وتأهيله وإعادة إحيائه مستفيدين من مخرجات العمل البحثي في المجال التطبيقي لهذا المشروع بعد إقامة عدة ورشات تدريبية لتأهيلهم.
وبينت أنه تم التأكيد أن المشروع لا يشمل تنظيف النهر وجمع نفاياته الصلبة ورفع مصبات الصرف الصحي فحسب إنما هو عمل واسع ليعود النهر مورداً حيوياً وطبيعياً كون المشروع يتضمن جميع الحلول البيئية والاقتصادية ضمن بند التنمية المستدامة على محورين الأول بحثي والثاني فني تطبيقي جرت حولهما عدة لقاءات ونقاشات وتمت المباشرة بالدراسة التنفيذية التي تضمنت ثلاث مراحل تم في الأولى تقديم الدراسة التنفيذية للجزء الأول.
نورس الجرماني أمين مخبر بردى البحثي في المعهد العالي للتخطيط الإقليمي بجامعة دمشق أوضح أن المخبر تم تأسيسه من قبل الجامعة بدعم من المعهد العالي للتخطيط الإقليمي بهدف رفد المشروع بالدراسات الأكاديمية التي تخدم عمل المشروع وهو جانب من ربط الجامعة بالمجتمع والعمل على أرض الواقع بالشراكة مع محافظة دمشق.
ولفت إلى أن مهمة المخبر جمع وتخزين البيانات المتعلقة بالمشروع وأرشفتها بهدف الوصول لمرحلة التحليل لاستخلاص نتائج تغني الدراسة وتساعد بإخراج المنتجات النهائية حيث يعتمد العمل على نظم المعلومات الجغرافية بمختلف البرمجيات وهي أنظمة مساعدة في اتخاذ القرار ويضم عدداً كبيراً من الباحثين وطلاب الدراسات العليا من المعهد ومن كلية الهندسة المدنية والمعمارية.
المهندسة ربيعة خالد اختصاص هندسة زراعية قسم الموارد الطبيعية والبيئية وطالبة ماجستير بمعهد التخطيط الاقليمي قسم حماية البيئة قالت: “منذ افتتاح مخبر بردى نفذت عدة ورشات فنية لتجهيز الباحثين مثل دورة التحليل الهيدرولوجي لمجرى النهر عن طريق تقسيمه إلى أحواض بحيث تتم دراسة كل حوض لجهة الانحدار لمعرفة إمكانية إتمام الدراسات المطلوبة على كل منطقة من مناطق الحوض”.
المهندس اسماعيل فاضل العبد مهندس مدني وماجستير تخطيط إقليمي (بنى تحتية) بالمعهد العالي للتخطيط الإقليمي ومشارك بورشة التطوير العمراني لنهر بردى بين أنه تم تقسيم النهر لعدة محاور طالت مجراه من ساحة باب توما حتى المتحلق الجنوبي شرقاً لدراسة البنى التحتية والسكن العشوائي المحيط به حيث تم رصد العشوائيات من خلال الجولات الميدانية والصور بما في ذلك مكبات النفايات والمخلفات الصناعية التي أثرت على مجرى النهر وسببت تلوثه لافتاً إلى أن مقترحات المشروع تتضمن تركيب فلاتر لمخلفات المصانع ووضع مخطط لتنظيم العشوائيات وإدارة العمليات الزراعية.
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency