اللاذقية- سانا
بعد أكثر من 10 أعوام من الجفاف دبت الحياة في شلالات حزيرين بريف الحفة بجهود شباب فريق المغامر السوري التابع للجنة العليا للمشي والرحالة بالاتحاد العربي السوري للرياضة للجميع.
ساعات طويلة من العمل المتواصل تكللت بالنجاح وإعادة تأهيل مسار النبع الذي طالته قذائف الإرهاب ودمرت أعاليه وشتتت روافد الوادي الذي يشكل نقطة التقاء وادي الكاشة بوادي بسوفا وفي شماله أيضاً وادي الموشة وشلالاته على سفح مزرعة جبل حزيرين التي تتوضع على خاصرة قرية الكوم.
لم تثنِ غزارة الأمطار والأجواء الباردة التي رافقتها مع تسجيل درجات الحرارة انخفاضاً كبيراً طيلة الأيام الماضية إرادة المشاركين بينما كانوا ينفذون جولة استكشافية لرسم مسار جديد إذ استوقفهم الجمال العذري للطبيعة في هذا المكان واللوحات الطبيعية الساحرة التي شكلتها أشجار الدلب العملاقة وشجيرات الغار بتدرجات اللون الأخضر والجروف والتشكيلات الصخرية لكنهم افتقدوا صوت هدير الشلالات التي كانت تطرب آذان زوار المنطقة قبل أحد عشر عاماً حسب ما ذكر إبراهيم سعود مؤسس الفريق الذي أوضح أن ارتفاع شلالات حزيرين يبلغ نحو 16 متراً وتشتق اسمها من الخيرات الوفيرة التي تنتجها أراضيها القمح والدليل على ذلك طواحين الماء التي يحتضنها الوادي ويقال أنها سبع.
من جهته أوضح الشاب بشار شكوحي أحد أفراد الفريق من أبناء المنطقة وعلى دراية تامة بأدق تفاصيلها وتضاريسها أن المهمة لم تكن سهلة “إذا ما أخذنا بالاعتبار الأحوال الجوية ودرجة الخطورة وخشية الانزلاق جراء الأمطار الغزيرة إلا أننا نجحنا بالوصول إلى هدفنا وعادت مياه الشلال لتتدفق كسابق عهدها” مبيناً أن أعمال التأهيل تضمنت التخلص من جذوع الأشجار الكبيرة وإزاحة الصخور التي كانت تعيق الجريان وحفر خنادق بالخناجر للالتفاف حول الصخور الكبيرة التي تعذر تحريكها ورصف مساند من الحجر”.
الشاب قصي سليمان بين أن ما قام به الفريق جزء بسيط من واجب الإنسان تجاه الطبيعة وتأكيد على الإيمان العميق لأفراده بأن حماية البيئة والحفاظ عليها مسؤولية يتحملها الجميع ولا سيما جيل الشباب مشيراً إلى ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام للغابات بشكل عام باعتبارها متنفساً ومقصداً سياحياً للجميع وفي مختلف المواسم.
رشا رسلان