ما بعد الحرب السورية لا يشبه ما قبل هذه الحرب، خصوصاً بعلاقات الجوار وتحديداً الجار التركي، بماذا نصنّف تركيا بعد أربع سنوات من تورطها في الدم السوري؟ الصديق التركي كما عشقنا ذلك لسنوات..؟! حتماً لا.
نصف أو ربع صديق أقل أو أكثر كما عدّلنا في قناعاتنا لسنوات طويلة..؟! حتماً لا.
جار لا يقدم ولا يؤخّر أو يقف على الحياد..؟! لا يمكن لعاقل قبول هذا التصنيف.
إذاً بواقعية التحليل ما الذي بقي من تصنيفات تصلح للجار التركي سوى تصنيف مرتبط بمسلمات يمكن تبويبها في حقائق خمس وفق التالي:
1-تركيا وريثة الاحتلال العثماني كأسوأ مستعمر ظلامي عرفه التاريخ.. ووقعت سورية ضمن مستعمراته لـ 400 سنة عداً وعنفاً وتخلفاً ولا تتذكر من إرثه سوى «خازوق السلطان».
2-تركيا التي سلبت مساحات كبيرة على امتداد الحدود الشمالية لسورية الطبيعية التاريخية التي كانت حدودها رؤوس قمم جبال طوروس ولكن توافقت قوى استعمارية عام 1923 وأنزلت خط الحدود من قمم الجبال وحرفته إلى «عمق» الأراضي السورية لتسلخ بجرة قلم حوالي 10% من مساحة سورية.
3-تركيا التي سلبت لواء إسكندرون عام 1939«مساحته 3% من مساحة سورية» وهو من أغنى البقاع السياحية في المنطقة وأبهى بقعة سورية بالجمال الطبيعي والشريان الاقتصادي والطبيعي البحري لحلب عاصمة الاقتصاد السوري.
4-تركيا المتحكمة بـ 80% من موارد سورية المائية، وكثيراً ما تدخلت المزاجية الحكومية التركية بحصة مياه سورية التي خصتها بها الطبيعة ولم تسلم انسيابية الجغرافية الطبيعية من إرث العثمانية!.
5-تركيا التي بالغت جداً في مساهمتها بأذية سورية منذ 2011 وإراقة الدم السوري واستنزاف الثروات السورية «البشرية والطبيعية والاقتصادية..» ولا نبالغ عندما نصنفها بأنّها «تفوّقت» على الدور الأميركي والسعودي والقطري والأردني.. وأي دور آخر في منظومة المؤامرة على سورية.
بعيداً عن التصنيفات الدبلوماسية ولغة السياسة الخارجية التي لها ظروفها ومعطياتها فإنّ الرأي الشعبي السوري مشبع بالمسلمات الخمس المذكورة ولا يمكن للشعب السوري اختراع تصنيف مستقبلي للجار التركي بعيداً عن حقيقة أنّ تركيا تحتل 13% من مساحة سورية، وتتحمّل الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية مسؤوليات جسيمة بشأن الدور التآمري المستمر منذ 4 سنوات على سورية.
بقلم: ظافر أحمد