الشريط الإخباري

فيلدا سمور: من الأولويات الانتهاء من الأزمة لنبدأ بالإعمار والإنسان أولا

دمشق-سانا
مسيرة فنية طويلة وزاخرة اقتربت من الثلاثين عاما ومازالت للفنانة فيلدا سمور تنوعت ادوارها بين المسرح والتلفزيون والسينما والاذاعة بدأت من المسرح الجامعي.
وفي حديث خاص لنشرة سانا الثقافية قالت الفنانة ما زلت مستمرة بالعمل في الاذاعة عبر متفرقات هنا وهناك وبالتلفزيون عبرالدوبلاج فقط وهو عمل تقني صناعي أكثر منه عمل فني ولكني أعمل لأنه لاخيار بديلا بعد أن أوقفت عن الدراما.
وتابعت “المعنى هنا أوقفت عن الدراما أنه لم يعرض علي أي عمل فني منذ أكثر من خمس سنوات ولا أعرف السبب الحقيقي لذلك أهو قلة علاقاتي بالجهات المسيطرة على الانتاج التلفزيوني من القطاعين العام والخاص أم هو الطوق المفروض حول شركة الانتاج التلفزيوني العامة حيث نشاهد مجموعة معينة من الفنانين ينتقلون من مسلسل الى اخر واحيانا في حالة من المعاناة ليستطيعوا التوفيق بين كل هذا الكم من الأعمال”.
وأضافت “أنا والبعض من الفنانين منهم من هو حي ومنهم من انتقل إلى رحمته تعالى حاولنا مرارا ان نفك شيفرة هذا الطوق لكن عبثا وأحمل مسؤولية ابعاد بعض الفنانين السوريين عن العمل لنقابة الفنانين والتلفزيون السوري الحاضن الاساسي ولمؤسسة الانتاج الاذاعي والتلفزيوني التي لم تأخذ دورها الحقيقي في توزيع الفرص على أعضائها”.
وأكدت الفنانة سمور أن نقابة الفنانين تتحمل مسؤولية استثمار طاقات كل الفنانين والعمل على التعاون بين شركات الانتاج الخاصة والعامة لاستقطاب جميع الفنانين دون ان يضطر الفنان لسلوك طرق غير نزيهة او التخلي عن إنسانيته أو الانتقاص من كرامته للحصول على عمل ضمن ما أطلق عليه تسمية هستيريا الحرب بالدراما التلفزيونية.
أما فيما يتعلق بالمسرح فالأمر مختلف تماما كان آخر عمل لي مسرحية ليلة وداع خلال الأزمة عام 2012 الذي عرض على مسرح القباني لمدة 15 يوما فقط وتوقف بسبب الظروف ومؤخرا طلب مني اعادتها لكنني تفاهمت مع ادارة المسرح على تأجيل عرضها حتى يستقر الوضع في البلد لانني بحاجة لاستعداد روحي ونفسي لذلك.
وحول رأيها بالفن الذي انتج اثناء الازمة قالت نفذت العديد من الأعمال خلال الأزمة منها على أرض الوطن ومنها في لبنان والإمارات وكان هناك أعمال جيدة وجميلة على مدى الأعوام الثلاثة الماضية والبعض منها جيد كفكرة واخراج وانتاج وهناك أعمال تجارية واعتبرت بعض الأعمال أنها كوميديا تهريج وبعضها رصد أوضاع الناس بشكل جيد خلال الأزمة منها ضبوا الشناتي وبقعة ضوء المحبب إلى قلبي الذي هو عبارة عن لوحات صغيرة ذات مضمون كبير وأضافت نستطيع أن نعتبر أن دراما الأزمة كانت على مستوى مقبول ولكن بعضها تراجع.
وبالنسبة للفنانين الذين غادروا سورية اثناء الأزمة قالت الفنان إنسان وكل انسان له طبيعة خاصة البعض يستطيع التحمل والمجازفة والبعض ليست لديه القدرة وطبعا هذا الكلام يتعلق بالفنانين الذين ليست لهم قدرة على تحمل اجواء الأزمة فغادروا إلى دول أخرى وعملوا هناك ولكن بقيت سورية وحبها بقلوبهم و”هناك فريق آخر وجد في”المعارضة” ضالته وفائدته مع العلم أن هذه المجموعة كانت قبل الأزمة المستفيدة من الدراما السورية ومن احترام البلد للفنان”.
وتابعت أما من بقي على الأرض وعاش تفاصيل الأزمة بكل صعوباتها فله الاحترام والتقدير وأعود وأقول هذا أمر يتعلق بقدرات الإنسان الفردية على تحمل المصاعب والمتغيرات والأزمات.
وتمنت الفنانة فيلدا سمور للمستقبل القريب أو المرحلة الجديدة في سورية أن “تقوم المسارات جميعا بما فيها الفن وأن يعاد الإعمار وخاصة إعمار الانسان قبل اعمار الحجر وبناء نظم وقوانين واساليب واخلاقيات تمنع الاستغلال والفساد وتعمل على محاسبة الفاسدين والمفسدين ليسود القانون على الجميع وتتوقف الفوضى المنتشرة بكل مكان التي وللاسف اصبحنا بيئة حاضنة لها”.
ودعت الفنانة إلى ايجاد مبدأ المكافأة بنفس التوازي مع المحاسبة وبرأيها هذا الامر يعطي دافعا كبيرا للأشخاص أينما كانوا وفي أي مؤسسة كانت فنانين أوعمالا أو غيرهم ليعطوا الأفضل لبلدهم وليعرفوا أن هناك من يقدر عملهم او يحاسبهم في حال الخطأ.
وقالت .. باعتباري إنسانة مهتمة بالثقافة والفن وابنة هذه الأرض الطيبة شاء من شاء وأبى من أبى من وجهة نظري ان موضوع القطاع الخاص فتح بشكل فوضوي بدون رقابة بينما كان القطاع العام في السابق يمسك زمام الامور وعصب الانتاج بكل مناحي الحياة ” مشيرة إلى أن أولوياتها في هذه المرحلة كانسانة وفنانة انتهاء الازمة وعودة سورية الى رونقها وامنها وبدون الأمن لانستطيع أن نقلع بأي مجال من المجالات أو أن نعمر في أي ركن من الأركان.
فيلدا سمور ولدت في حلب عام 1955 تخرجت من جامعة دمشق قسم الأدب الانكليزي وهي عضو بنقابة الفنانين منذ عام 1976 وموظفة بالمسرح القومي ومن أعمالها في المسرح وصول من قرية تميره, وإشومون وزيارة الملكة ودونكيشوت وحرم سعادة الوزير ومكبث و مزاد علني والغزاة والكوميديا السوداء وفي انتظار أكيسار و نكون أو لا نكون وفي الإذاعة شاركت بالعديد من الأعمال الإذاعية وفي السينما من اعمالها افلام حادثة النصف متر ووقائع العام المقبل والمتبقي أما في التلفزيون فكان لها مسلسلات كثيرة منها البيادر 1976 وحارة نسيها الزمن 1991 وأبو كامل و الدخيلة 1992 وآخر الفرسان والبحث عن صلاح الدين و أزواج 2004 و عصر الجنون والعوسج و زمن الحب و الحرب 2006 ومسلسل قرن الماعز 2006 ولا مزيد من الدموع.
كوثر دحدل