الشريط الإخباري

كاتب لبناني: انتصارات الجيش السوري في حلب توصل المشروع العثماني إلى نهاياته

بيروت-سانا

أكد الكاتب اللبناني المختص بالشؤون التركية محمد نور الدين أن الانتصارات التي حققها الجيش السوري في حلب وإعادة سيطرته على العديد من القرى المهمة استراتيجيا في شمالها وإحكام المزيد من الطوق على إمداد المجموعات الإرهابية داخلها يؤشر بشكل واضح إلى “وصول المشروع العثماني الذي حلم به رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو إلى نهاياته”.

وقال نور الدين في مقال له بصحيفة السفير اللبنانية نشرته اليوم إن المساعدات العسكرية التي أرسلتها تركيا إلى المجموعات الإرهابية في شمال حلب لن تغير من “المسار التراجعي لسياسة تركيا في سورية والمنطقة والتنظيمات الإرهابية الموالية لها مثل /جبهة النصرة/ و/داعش” لافتا إلى أن ما تحقق من انتصارات للجيش السوري يجعل “حلب خارج الأحلام التركية وهي المدينة التي كان يراهن أردوغان على أن تكون مفتاح السيطرة على سورية بل يكاد لا يراها مع رئيس حكومته داود أوغلو خارج الجغرافيا التركية نفسها لتصبح هي مفتاح سورية.. وسورية هي مفتاح المنطقة”.

واعتبر الكاتب أن التحذير المستمر لأردوغان من سقوط حلب بيد تنظيم /داعش/ الإرهابي هو محاولة لجلب تدخل خارجي للوقوف في وجه الانتصارات التي يحققها الجيش السوري فيها واستعادتها بالكامل وخصوصا أن “حلب هي المفتاح وحقل الأطماع التاريخية لتركيا ولذلك فإن إكمال الطوق حولها ومنع الإمدادات عنها من الشمال التركي سيشكلان نقطة الاندفاعة المضادة التي ستكون تركيا تحت وطأة تأثيراتها”.

وأضاف الكاتب إن نظام أردوغان تلقى ضربة قوية أيضا في مدينة عين العرب عندما تم تحريرها من ارهابيي /داعش/ رغما عن تركيا وتبشير أردوغان نفسه بقرب سقوطها موضحا أن الانجاز لم يقتصر على تحرير المدينة بل تعداه إلى تحرير عشرات القرى المحيطة بها وهو ما دفع عددا كبيرا من ارهابيي /داعش/ لعبور الحدود مع تركيا واللجوء إليها.

ولفت الكاتب إلى أنه ومهما طال أمد التحالف بين أنقرة وتنظيم /داعش/ الارهابي ففي النهاية سيرتد هذا الإرهاب على الداخل التركي وخصوصا أن له بيئة حاضنة وآلاف المنتسبين من الأتراك فيه وسوف يسأل غدا هؤلاء عن المصير الذي سيؤولون إليه ولن يطول بهم الوقت ليدركوا أنهم كانوا وقودا لمشروع الهيمنة الذي قاده أردوغان وانتهى إلى الفشل والدم والخراب والفتن والكراهيات.

وأوضح الكاتب أن نظام أردوغان لن يغير من مواقفه ما دامت الحروب مفتوحة في سورية والعراق واليمن وليبيا مشيرا إلى أنه وبدلا من أخذ العبر والدروس من كل ما جرى حتى الآن فإن سياسة استمرار التدخل ومن خلال أقصى التنظيمات تطرفا لا تزال الأمل المتبقي لسلطة أردوغان التي تتراجع إلى الوراء حتى في الداخل.

ورأى الكاتب أن المثال الليبي ليس سوى نموذج لهذه التدخلات عبر شحنات الأسلحة والمقاتلين الذين تنقلهم الطائرات التركية يوميا إلى ليبيا في محاولات للتعويض اليائس عن سقوط المشروع التركي في ركيزته المصرية وفتح جبهة دموية عبر ذبح المواطنين الأقباط المصريين من قبل /داعش/ في ليبيا.

وأشار الكاتب إلى أن أردوغان وداود أوغلو اللذين تشدقا بسياسة صفر مشكلات مع الجيران باتا يتراجعان ليكتفيا بدعم داخلي مزعوم بعد أن رفعا شعار العثمانية الجديدة وأرادا الوصول إلى آخر مكان وطأته سنابك خيل السلطان سليمان ليبدو ذلك مكابرة في الاعتراف بحقيقة أن العزلة الحقيقية هي للمشروع الذي وأدته أطماع وأوهام ومغامرات غير واقعية.

وتابع الكاتب إن المغامرات المترنحة لأنقرة في الخارج تقابلها أيضا مرحلة في الداخل لا تسر حزب /العدالة والتنمية/ ولا أصدقاءه وهو ما أقر به نائب رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية بولنت أرينتش بقوله إن “نصف الشعب التركي يكره حزب العدالة والتنمية وحتى لو بقينا في السلطة ولكننا سنصل إلى نقطة لا يمكن حينها أن نحكم البلاد”.

ورأى الكاتب أن الغضب داخليا يتصاعد على سلطة أردوغان وبلغ الأسبوع الماضي ذروة اجتماعية جديدة مع خطف واغتصاب وتقطيع الطالبة الجامعية أوزغيجان أصلان في محافظة مرسين في جنوب تركيا ومن ثم إحراقها بالنار الأمر الذي استجلب إلى الذاكرة إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد تنظيم /داعش/الارهابي لافتا إلى أن هذه الجريمة وبحسب منظمات المجتمع الأهلي لم تكن فردية بل هي نتاج لخطاب التمييز ضد المرأة واعتبارها أكثر من مرة أنها أقل من الرجل تماما كما يفعل /داعش/ في جعل المرأة سلعة تباع وتشترى ليصبح الطرفان وجهين لعملة واحدة.

وختم الكاتب بالقول إن حزب العدالة والتنمية يواجه من الآن وحتى الانتخابات النيابية في السابع من حزيران المقبل ضغوطا سياسية واجتماعية وأمنية متعددة وسط عزلة إقليمية ودولية تامة وكلها مؤشرات تفضي إلى المأزق الذي يواجهه الحزب حيث سيكون عاجزا في حال فوزه عن إدارة تركيا وعن حل مشاكلها وضمان استقرارها وعاجزا في لحظة ما عن درء تسلل الخطر الإرهابي عبر الحدود التي شرعها على امتداد أربع سنوات لكل أنواع شذاذ الآفاق.

انظر ايضاً

كاتب لبناني: تفجير سروج نتيجة طبيعية وحتمية لإفلاس السياسة التركية في سورية والعراق والشرق الأوسط

بيروت – سانا قال الكاتب اللبناني المختص بالشؤون التركية “محمد نور الدين”إن التفجير الإنتحاري الذي …