بعد أزماته المتتابعة، وفشله ومشغليه باستثمارهم بالإرهاب على الأراضي السورية، بلغت هستيريا الكيان الإسرائيلي ذروتها، يعتدي على مرفأ اللاذقية، وقبله بساعات يقوم رئيس حكومته المحتلة، وبشكل استفزازي وسافر، بعقد اجتماع لوزرائه في الجولان المحتل، وكأنه صدَّق كذبته بأنها أرض صهيونية.
يعقد الإرهابي “بينت” هذا الاجتماع، ويبحث فيه توسيع الاستيطان، متوهماً أنه سيثبّت احتلاله، ويشرعنه، ويشرعن مستوطناته غير الشرعية، يصعد بشكل خطير، من دون أن يعي أن إرهابه واجتماعاته لن تسمنه ولن تغنيه من جوع.
فليعقد الاجتماعات المتكررة على ربا الجولان المحتل الأبية، كما يفعلها يومياً في القدس المحتلة، وكل ذرى فلسطين، وبقيت القدس عربية، وفلسطين عربية، فوجودهم العابر كله، لن يغير من حقائق التاريخ والجغرافيا قيد أنملة، وسيأتي اليوم القريب الذي ستفكك فيه المستوطنات، ويرحل يهود الشتات من قرانا المحتلة.
ليعقد الصهاينة الاجتماعات المزيفة، فهي لن تغير حقيقة أن الجولان المحتل أرض سورية، بحكم منطق التاريخ والجغرافيا والحق الساطع، وبحكم قرارات الشرعية الدولية الواضحة وضوح الشمس، والأهم من هذا وذاك بحكم إرادة السوريين القوية، وعزيمتهم على تحرير كل ذرة تراب من أرضهم المحتلة، وبحكم زوال الأجندات الصهيونية مهما دعمتها واشنطن، ونفخت في رمادها المتطاير.
وليعلم مشغلو الكيان الغاصب، بدءاً من البيت الأبيض والكونغرس والبنتاغون، وانتهاء بآخر عاصمة غربية تؤازرهم، أن السوريين سيحررون الجولان ويعيدونه إلى وطنهم الأم، وبجميع الوسائل المتاحة التي يكفلها القانون الدولي، باعتباره حقاً أبدياً لا يسقط بالتقادم، وواجباً دستورياً للدولة السورية.
وبهذه العجالة كلنا يذكر كيف تسلل وزير الخارجية الأميركي السابق “مايك بومبيو” إلى الجولان المحتل، وأصدر تصريحاته السافرة حول حق الكيان الغاصب المزعوم فيه، لكنّ حضوره وكلامه الهراء لم يغيرا من هوية هذه القطعة السورية الغالية على أهلها، ولم يبدلا وجهها العربي الأصيل، وكلنا يذكر كيف قام “دونالد ترامب” قبله بإصدار الكثير من القرارات المزعومة التي تقرّ بالسيادة الصهيونية على الجولان، لكنها ذهبت أدراج الرياح.
قصارى القول: يتوهم الكيان الإسرائيلي الغاصب بأن عدوانه المتكرر على سورية سيغير من المعادلة في شيء، ويتوهم رئيس حكومته المحتلة أن اجتماعه على ربا الجولان سيغير ديمغرافيتها وجغرافيتها، من دون أن يدرك الغزاة أن تحريرها قاب قوسين أو أدنى، وستعود تبعيتها وملكيتها إلى أهلها، وأن مدة احتلالها مهما امتدت فستنتهي، وأن استيطانها مهما توسع فستتطاير خرائطه في مهب الريح.