S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
الرواية الفلسفية هي أحد أشكال الأدب التي تغوص عميقا في بواطن النفس وجوهر الفكر وتساهم في نقل الفكر الفلسفي من إطاره الجامد ليصبح قريباً من متناول الناس.
رواية وجدان للأديبة الدكتورة مانيا سويد أحد الأعمال القليلة التي اتخذت منهجاً فلسفياً عكست رؤى مؤلفتها للأشخاص والأزمنة والأمكنة معتمدة منطقا تحليليا يقوم على تصحيح ومواجهة مفاهيم خاطئة.
مانيا قدمت في روايتها أسساً جديدة لكشف معالم الفساد وسبل تعزيز أواصر المحبة والوفاء بين الناس بأسلوب أدبي متماسك يمتلك مقومات البناء الروائي.
وحفلت الرواية بحوارات على ألسنة شخصياتها العديدة عالجت القيم والقضايا الكبرى التي تشغل بال الإنسان دون أن تهمل دور المرأة وحضورها مع الرجل على كل الأصعدة الثقافية والاجتماعية.
حرصت المؤلفة خلال تحريك أحداث رواية وجدان على عدم الاستطراد رغم تعدد الأبطال وكثرتهم في شعاب الرواية ومفاصل أحداثها فكانت تربط كل الأحداث على اختلاف شخوصها بالأبطال منى وسعد ووجدان.
وجعلت مانيا من شخصية وجدان بطلاً يرتبط بكل الأشخاص وفي كل الأماكن ويرافق مآسي البطل الآخر للرواية “سعد” ليشكلا مع الدكتور ماهر سداً في مواجهة الحقد والكراهية لانتزاع الحق ودحر الباطل.
ورغم معاناة أبطال الرواية جراء وقوفهم في وجه أفراد يمارسون الفساد بمختلف أشكاله حتى أنه أودى ببعضهم إلى السجن فإنهم يظلون مؤمنين بدورهم وبصوابية ما يقومون به.
وختمت مانيا الرواية بأسلوب شائق وجعلت أبطالها يضعون حدا لكل الأزمات التي مروا بها وكل ذلك في موضوع متوازن بدأ وانتهى بانفعال وجداني واحد.
الروائية مانيا سويد دكتورة محاضرة في أكاديميات وجامعات عربية ومن مؤلفاتها “رسالة إلى أبي العلاء” وهي رسالة أدبية و”شكسبير وشوقي” دراسة مسرحية و”عائد بخير زاد” رواية و”أوراق الكينا” قصص ومؤلفات أخرى في أجناس أدبية مختلفة.
محمد خالد الخضر
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency
