التسويات فرصة كبيرة-بقلم: شوكت أبو فخر

عملية التسوية الشاملة الخاصة بأبناء محافظة دير الزور والتي تشمل المدنيين المطلوبين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء مستمرة وتسجل يوما بعد آخر زخماً جديداً يبشر باستمرار وفعالية هذه العملية التي جاءت بمثابة فرصة أتاحتها الدولة السورية لمن غرر بهم وذهبوا في اتجاهات خاطئة للعودة إلى جادة الصواب والانخراط من جديد في الحياة الطبيعية..

العشرات من المواطنين المطلوبين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية تمت تسوية أوضاعهم اليوم في مركز التسوية بالمدينة، ضمن إجراءات ميسرة وسريعة تمهيداً لعودتهم إلى ممارسة حياتهم الطبيعية في قراهم وبلداتهم وعودة الفارين منهم إلى صفوف الجيش.

هذه العملية التي بدأت في الرابع عشر من الشهر الفائت وتمت بموجبها -حتى اليوم- تسوية أوضاع آلاف الأشخاص في إطار الجهود الحكومية لتسوية أوضاع المطلوبين في المحافظة، تؤكد صوابية هذا الخيار وإمكانية البناء عليه واستمراره تباعاً في مناطق أخرى، وكما نجحت العملية في درعا وغيرها من المناطق في السابق ها هي اليوم تسجل نجاحاً في دير الزور، ولا شك أن في جعبة القائمين على هذه العملية المزيد من الخطوات في مناطق أخرى في الإطار نفسه..

فعاليات شعبية من دير الزور وأشخاص كثر عبروا في مواقف لهم عن إشادتهم بالجهود والتسهيلات المقدمة من جانب الدولة السورية لإنجاح هذه التسويات والعمل على إرساء الاستقرار في المنطقة وتشجيع الأهالي للعودة إلى حياتهم الطبيعية، ليس هذا فحسب بل شهدت مراكز التسوية توافد العشرات من مناطق الجزيرة السورية الخاضعة لسيطرة ميليشيا “قسد” المرتبطة بالاحتلال الأمريكي إلى دير الزور، وهم يأملون أن تصل هذه العملية إلى مناطقهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية.

خلاصة الكلام هذه التسوية فرصة كبيرة لعودة الأهالي إلى أراضيهم ومدنهم، من أجل حل مشاكلهم وعودتهم إلى الحياة الطبيعية خاصة وأنها تشمل المطلوبين أمنياً إضافة للفارين من الخدمة العسكرية الإلزامية أو الاحتياطية، وقد كان لشيوخ العشائر في المنطقة دور كبير في التنسيق مع الجهات المعنية لإنجاح التسوية وضمان انضمام الراغبين إلى الاتفاق الجديد.

بقي أن نقول إن العملية لم يحدد لها سقف زمني بمعنى ستبقى مفتوحة وصولاً إلى ريف “دير الزور” الشمالي وغيره من المناطق لأنها خيار لا رجعة عنه من الدولة السورية في إطار جهودها لإرساء الأمن والاستقرار في المناطق التي تم تطهيرها من الإرهاب.

انظر ايضاً

ما يدعو إلى العار.. بقلم:شوكت أبو فخر

بعد مرور عقدين على غزو العراق، مازالت هذه الجريمة بمثابة الكارثة التي تؤرق -ليس العراق …