الشريط الإخباري

باحثون في الأمن الالكتروني: وكالة الأمن القومي الأمريكية تستخدم برمجيات للتجسس على أجهزة الكومبيوتر بالعالم

سان فرانسيسكو-سانا

قال باحثون في الأمن الإلكتروني وعملاء سابقون إن وكالة الأمن القومي الأمريكية توصلت إلى طريقة لاخفاء برمجيات تجسس في أعماق محركات الأقراص الصلبة التي تنتجها شركات وسترن ديجيتال وسيغيت وتوشيبا وغيرها من كبار المصنعين مما وفر للوكالة الوسائل للتجسس على أغلبية أجهزة الكمبيوتر في العالم.

نقلت رويترز عن شركة كاسبرسكي لاب لأمن البرمجيات ومقرها موسكو قولها إنها اكتشفت أن أجهزة الكمبيوتر الشخصي في 30 دولة مصابة ببرنامج تجسس واحد على الأقل واستهدفت البرمجيات الأمريكية إيران بشكل رئيسي تليها روسيا وباكستان وأفغانستان والصين ومالي واليمن والجزائر وتشمل الأهداف منشآت حكومية وعسكرية وشركات اتصالات وبنوكا وشركات طاقة وباحثين نوويين ووسائل إعلام.

وكانت هذه المقدرة المنشودة منذ وقت طويل والتي تخضع لحراسة مشددة جزءا من مجموعة برامج تجسس اكتشفتها شركة كاسبرسكي لاب التي كشفت سلسلة من عمليات التجسس الإلكتروني الغربية.

وفيما رفضت الشركة تاكيد اسم الدولة التي تقف وراء حملة التجسس لكنها قالت إنها على صلة وثيقة مع السلاح الإلكتروني ستوكسنت الذي تتحكم فيه وكالة الأمن القومي الأمريكية واستخدم في مهاجمة منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم مشيرة إلى أن الوكالة مسؤولة عن جمع  معلومات المخابرات الإلكترونية لحساب الولايات المتحدة.

وقال موظف سابق في الوكالة إن تحليل كاسبرسكي صحيح وإن الناس الذين ما زالوا يعملون في وكالة التجسس يعطون قيمة كبيرة  لهذه البرامج التجسسية على نفس قدر ستوكسنت فيما أكد ضابط مخابرات سابق آخر أن الوكالة طورت التقنية المرغوبة لإخفاء برمجيات التجسس في محركات الأقراص الصلبة لكنه قال إنه لا يعرف جهود التجسس التي تعتمد عليها.

ونشرت كاسبرسكي التفاصيل الفنية لبحثها الليلة الماضية في خطوة ينبغي أن تساعد المؤسسات المصابة ببرمجيات التجسس على اكتشافها وبعضها يرجع إلى عام 2001.

وقالت كاسبرسكي إن الجواسيس حققوا طفرة تكنولوجية بمعرفة كيفية زرع البرمجيات الخبيثة في الشفرة الغامضة المسماة نظام التشغيل الذي يعمل في كل مرة يجري فيها تشغيل الكمبيوتر.

ويعتبر الجواسيس وخبراء الأمن الإلكتروني نظام تشغيل محرك القرص الصلب ثاني أهم الأصول بالنسبة للمتسللين في جهاز الكمبيوتر الشخصي ولا يفوقه أهمية سوى شفرة نظام الادخال والاخراج الاساسي بيوس الذي يعمل بصورة آلية لدى تشغيل الجهاز.

وقال كوستن ريو الباحث في كاسبرسكي في مقابلة “إن مكونات الكمبيوتر ستكون قادرة على إصابة الجهاز مرارا وتكرارا”.

وأضاف إن المسؤولين عن حملة التجسس التي ما تزال مستمرة كان يمكنهم السيطرة على الآلاف من أجهزة الكمبيوتر الشخصي مما يعطيهم القدرة على سرقة ملفات أو التجسس على أي شيء يريدونه ويمكن للكشف أن يسبب مزيدا من الضرر لقدرات التجسس لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية التي تضررت بالفعل من تسريبات كبيرة عن طريق المتعاقد إدوارد سنودن ألحقت ضررا بعلاقات الولايات المتحدة مع بعض الحلفاء وأبطأت بيع منتجات تكنولوجية أمريكية في الخارج.

وكما يمكن للكشف عن تلك الأدوات الجديدة للتجسس أن يؤدي إلى رد فعل أكبر ضد التكنولوجيا الغربية وخاصة في دول مثل الصين التي سنت بالفعل لوائح تستلزم من أغلب موردي التكنولوجيا للبنوك تقديم نسخ من شفرات البرامج الخاصة بهم لسلطات تفتيش.

وكانت تسريبات سنودن كشفت عن الحجم الكبير لبرامج التجسس الأمريكية المستخدمة على مختلف الأصعدة والتي تستهدف بلدانا أوروبية عدة ومؤسسات الاتحاد الأوروبي وحتى النظام في الأمم المتحدة.