الشريط الإخباري

قرية “الدور” في السويداء..آثار تعود لعصور مختلفة

السويداء-سانا

فوق مرتفع بازلتي صخري إلى الغرب من مدينة السويداء وعند بداية سهل حوران من الشرق وبالقرب قناة متفرعة من وادي قنوات تقع قرية الدور التي تحيط بها أراض وعرة شرقا وسهلية حمراء خصبة في بقية الجهات.1

وتعود تسميتها لغويا إلى كلمة الدور أي جمع دار أو منازل وترجح بعض المصادر سبب التسمية إلى وجود سبعة قصور عمرت في عهد الإمبراطور فيليب العربي حيث يقال إنها كانت مقرا للقيادة وكانت القرية تسمى بقصر الدور فيما تذكر بعض المصادر أن تسمية القرية بهذا الاسم يعود إلى دور الذهب الموجودة منذ القديم فيها ويقال أيضا إن دورا لصك العملة كانت موجودة فيها .

ويشير رئيس دائرة آثار السويداء حسين زين الدين إلى أن الدور غنية بآثارها حيث تنتشر فيها آثار تعود إلى عهود الأنباط والرومان والغساسنة والبيزنطيين والعرب المسلمين مشيرا إلى أن من أبرز تلك الآثار مبان متعددة الأشكال والهندسة ومبنية على الطراز النبطي والروماني والبيزنطي ويتألف بعضها من غرف تحيط بباحة فيها قاعة كبيرة تفتح عليها غرف جانبية تعلوها غرف صغيرة تسمى معلقات ويغلب على أكثرها الطابع البيزنطي ولم تزل الأقواس الحاملة لحجارة ربد السقف في مكانها واضحة وسليمة .2

ويبين زين الدين أن من “آثارها أيضا بقايا كنيسة بنيت عام 564 ميلادية بالإضافة إلى بقايا معبد يعود لعام 652 ميلادية وقد حول إلى مسجد ولم يزل بحالة جيدة وبخاصة أقواسه المؤلفة من 12 قنطرة إلى جانب بقايا أبراج كانت متعددة الطوابق ونجد واحدا منها إلى الغرب من القرية وآخر في جنوبها الغربي وكذلك حي يغلب عليه الطابع النبطي وهو أقدم أحياء القرية ويقع في الجهة الشمالية الغربية منها ويعرف باسم قصر الدور ولا تزال أساساته باقية حتى يومنا هذا”.4

وتضم القرية بركتي ماء أثريتين احداها تقع شمال القرية وهي مبنية من مداميك على شكل مدرج لتنظيم الاحتفاظ بالماء فيها إضافة إلى عدد من الآبار المحفورة بالصخر وبقايا حجر طاحون أو معصرة  وأجران محفورة في الصخر وبقايا أعمدة وتيجان وقواعد سواكف أبواب  تزينها نقوش بشكل أغصان كرمة وعناقيد عنب .

وقرية الدور التي تبعد عن بلدة المزرعة باتجاه الشمال الغربي بنحو 8 كيلومترات يعود إعمارها الحديث إلى القرن التاسع عشر ومساكنها القديمة مسقوفة من الربد ويتوضع عليها قناطر بازلتية والحديثة اسمنتية فيما يعتمد سكانها على زراعة الحبوب وبعض الأشجار المثمرة مثل التين والصبار والزيتون إلى جانب تربية المواشي وتكثر فيها المشاريع الزراعية ويوجد فيها العديد من الآبار.

سهيل حاطوم