الشريط الإخباري

إبراهيم زعرور مؤرخ كرس وقته لدراسة التاريخ العربي الوسيط

دمشق-سانا

كرس الباحث المؤرخ الدكتور ابراهيم زعرور جل وقته للتحقيق والتدقيق في المصادر التاريخية لتقديم قراءة جديدة موضوعية في الأحداث الكبرى الماضية التي عرفها العرب عبر عصورهم القديمة ولا سيما الوسيطة منها.

ويعتبر مؤلف كتاب التاريخ السياسي والحضاري للعصر الأموي خلال حديثه مع سانا الثقافية أن التراث العربي حضارياً وثقافياً وعلمياً وتاريخياً هو الأوسع على مستوى العالم ولكننا لم ننجح في قراءته وهذا يستوجب برأيه المزيد من القراءة والتدقيق والتمحيص والبحث والنقد.

وينطلق الدكتور زعرور في بحوثه من الفكر الثقافي الوطني ويستند على البحث المنهجي والتطبيقي وصولاً إلى مادة صالحة لتؤرخ الحدث بشكل دقيق من دون انحياز أو استخدام لغة العاطفة أو التوظيف غير الأخلاقي معتمداً المقاربات والمقارنات والوثائق والأدلة والبيانات تلافياً لتأطير الحدث فكرياً أو ايديولوجياً خارج السياق الطبيعي لحركة التاريخ.

ويرى الدكتور زعرور أن البحث التاريخي في أي مسألة أيا كان نوعها وطبيعتها هو حالة إبداعية تعبر عن فكر فلسفي واجتماعي واقتصادي وعمراني وحضاري بشكل عام وهو موقف للباحث الذي يتناول الكتابة من جملة المفاهيم والقضايا المطروحة التي تعكس شخصيته وثقافته ووعيه.

وعن مدى الحاجة للبحث التاريخي في الزمن الراهن يجد زعرور الذي يشغل منصب رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب أن تأثر المشهد الثقافي بتداعيات الحرب على سورية يتطلب استنهاض رموزنا وتاريخنا واستخلاص العبر منه والتطلع نحو المستقبل لرفع مستوى الثقافة ككل.

ويحمل الدكتور زعرور كل من يعمل في المجال البحثي والنقدي مسؤولية أخلاقية لتقييم مستويات النتاجات الفكرية والأدبية والفنية المقدمة بعيدا عن التأثر بالميول الفردية والمجاملة والمديح والشخصنة وفتح آفاق الحوار البناء والسليم والدقيق مع كل من يشتغلون بالحقول الإبداعية.

ورغم اعتراف الدكتور زعرور بتأثر الحالة الثقافية لدينا بالحرب والإرهاب ووباء كورونا فإنه يدعو في الوقت نفسه لتسخير كل الجهود لمواجهة الحرب الثقافية ضدنا لأنها الأخطر برأيه كونها تهدف إلى إخراج سورية من حضارتها وتاريخها وهويتها وثقافتها الوطنية والقومية والإنسانية والذهاب بها إلى التفتيت.

وحول دور الاتصالات والمعلوماتية في الحراك الثقافي يعبر الباحث زعرور عن أسفه لأن المنظومة الالكترونية شغلت دوراً سلبياً حيث أبعدت الكثير من الجمهور عن الكتاب وبات يفضل تصفح وسائل التواصل الاجتماعي ليستقي معلوماته ولكنه يرى أن لهذه الوسائل دوراً إيجابياً بأنها حولت العالم لقرية كونية فضائية وساعدت على التكامل والعمل المشترك لتقديم ما يخدم البشرية.

وختم زعرور حديثه بالقول: “علينا التمسك بثقافة حب الوطن وحمايته والدفاع عنه في الداخل والخارج وليس أمامنا أي خيار إلا الدفاع عن وحدتنا وعن الدولة الوطنية والثقافة هي أهم وسائل صيانة وجودنا ومستقبلنا”.

يذكر أن الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد زعرور عضو اتحاد الكتاب العرب جمعية البحوث والدراسات حائز على دكتوراه في تاريخ العرب والإسلام من جامعة دمشق أشرف وساهم بالإشراف على عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه وشارك في العديد من المؤتمرات والمنتديات والندوات محليا ودوليا وهو عضو لجنة كتابة تاريخ العرب وعضو مجلس إدارة اتحاد المؤءرخين العرب.

محمد خالد الخضر