كاغ: ماتم إنجازه في سورية لم يسبق له مثيل في ظروف تحد كبيرة وانتهى كما هو متوقع

بيروت-سانا
توقعت سيغريد كاغ رئيس البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والأمم المتحدة أن يقفل ملف الأسلحة الكيميائية السورية في غضون شهرين تقريبا اعتبارا من الآن.

وقالت كاغ في حوار من مقر اقامتها في دمشق مع صحيفة السفير اللبنانية نشرته اليوم “إن ما تم انجازه في ظروف تحد كبيرة لم يسبق له مثيل انتهى كما هو متوقع” مشيرة إلى جهود البعثة المشتركة وتعاون الحكومة السورية وتضافر جهود الجهات المعنية والدول الأعضاء في المنظمة.

ولفتت كاغ إلى نقاش مستمر الآن حول كيفية تكييف ومراجعة الإعلان السوري المبدئي بما يتناسب مع ما تم إنجازه معتبرة أنه أمر طبيعي أن تتم المراجعة لإجراء بعض التعديلات والإجابة عن بعض أسئلة الدول الأعضاء أما القسم الآخر وهو ذو طبيعة تقنية فيتمثل بانتظار قرار من المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية .

وأشارت كاغ إلى أن البعثة تقلص وجودها في دمشق وتعد لحسم أمورها بحيث يتم العمل لاحقا بتقنية أكثر عمومية بين منظمة حظر الأسلحة والحكومة السورية في ما يخص ما تبقى من عمليات نزع السلاح والتفتيش.

وحول ما طرح من ادعاءات عن تأخر سورية عن تاريخ نهاية حزيران لتنفيذ ما يتعلق بها من الاتفاق قالت كاغ إن ثمة رضا بأنه مع حلول موعد 30 حزيران كان قد تم نقل كامل المواد الكيميائية إلى خارج سورية وأن قسما كبيرا من البرنامج المعلن المتفق عليه تم تفتيشه أو تدميره.

وبشان الوقت المتبقي من عمل البعثة قالت كاغ “نحن نتحدث هنا عن شهرين أو أكثر بقليل لإغلاق البعثة وما يرتبط بذلك من إجراءات إدارية ولوجستية لإنهاء المهمة أما ما تبقى من العملية الأشهر بتاريخ تعاون سورية مع منظمة في أوضاع شبيهة فإنه لا يتطلب إجراءات تقنية عالية خاصة”.

وعما إذا كانت هذه المهمة تندرج ضمن إطار عمل البعثة أوضحت كاغ أن “الإعلان هو الأهم وهو مرتبط بعمل البعثة المشتركة أما موضوع الأنفاق والهنغارات فلا يجب المبالغة به ففي حال اتخاذ القرار ستقوم السلطات السورية بتدميرها بمساعدة من قبل شركة أجنبية ربما ومن وقت لآخر سيأتي مفتشون من منظمة حظر الأسلحة من لاهاي للكشف عليها فهذا هو كل ما تبقى وفق ما نعلمه”.

وحول احتمال أن تكون مهمة بعثتها أثرت في العملية السياسية الخاصة بسورية اعتبرت كاغ أنه من الصعب رؤية ذلك فمهمتنا كانت تسير في مسار منفصل وإن اتصلت بغيرها من المهمات فقط جراء كونها مرتبطة بسورية لكن يمكن للناس أن تتمنى بالطبع أن يقود كل هذا الجهد المتواضع والتعاون إلى مناخ أفضل وأن تصبح الأولويات الإنسانية والسياسية في المقدمة.

ونوهت كاغ بالتعاون والتنسيق بين روسيا وأمريكا كامر مساعد في إنجاز هذه المهمة.

دبلوماسي غربي: الإرادة السياسية الكاملة لسورية أهم عوامل نجاح مهمة كاغ

إلى ذلك أكد دبلوماسي غربي متابع لعملية نقل الأسلحة الكيميائية في سورية أن أهم العوامل في نجاح مهمة سيغريد كاغ رئيس البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة تمثل في توافر إرادة سياسية كاملة في دمشق للالتزام بخطة نزع الأسلحة الكيميائية.

وشكك الدبلوماسي الغربي في حوار مع صحيفة السفير اللبنانية نشرته اليوم بقدرة أي دولة أخرى على تنفيذ عملية مماثلة في مثل الظرف الأمني الذي تمر به سورية وفي ظل وقت محدود كالوقت الذي منح لدمشق.

كما كشف دبلوماسي غربي آخر عن محاولة دول أخرى إعاقة عمليات التسليم في إشارة إلى تركيا ومحاولة استهداف القوافل في اللاذقية لإعادة طرح الادعاءات المعادية لسورية وترويج فرضية وجود دولة غير قادرة على تنفيذ التزاماتها الدولية وصولا ربما إلى طلب قوة دولية لتنفيذ ذلك.

وكانت كاغ عبرت خلال لقائها امس الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين رئيس اللجنة الوطنية السورية لتنفيذ اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية عن سعادتها بما تحقق من إنجازات في إطار تنفيذ سورية التزاماتها مشيرة إلى أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا التعاون السوري مع البعثة المشتركة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة.
وأكدت كاغ تقديرها للجهود التي بذلتها الحكومة السورية لنقل ما تبقى من المواد الكيميائية والانتهاء من هذا الملف بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها سورية حاليا معتبرة أن هذا الانجاز هو نجاح لسورية وللأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وأن ما تحقق حتى الآن هو نتيجة للجدية التي أبدتها سورية في تعاملها مع هذا الملف طيلة الأشهر التسعة الماضية.