دمشق-سانا
اجتمعت عدة عوامل ساعدتني على الشفاء من سرطان الثدي أهمها الكشف المبكر والالتزام بالعلاج والدعم النفسي الكبير من عائلتي وأصدقائي بهذه الكلمات لخصت المهندسة كفاح دبس الحديث عن تجربتها كإحدى الناجيات من أكثر السرطانات شيوعاً لدى النساء.
وضمن فعالية أقامتها جمعية تنظيم الأسرة بثقافي كفرسوسة في ختام شهر التوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي الشهر الوردي قالت دبس لم يكن بالأمر السهل عندما أخبرني الطبيب بان لدي كتلة سرطانية وبدأت رحلة العلاج عام 2017 والتي انتهت بفوزي تضيف بفرح.
وتابعت دبس أول ما فكرت به أبنائي الثلاثة وصعوبة العلاج الكيماوي إلا أن الكشف المبكر أسهم بان تكون جلساته والاعتماد أكبر على العلاج الهرموني مؤكدة أهمية الدعم النفسي والتشجيع الذي قدمه لها زوجها وخاصة أنها كانت رافضة لأخذ العلاج بداية الأمر.
والمهندس سامر سليمان اعتبر ما قدمه لزوجته دبس واجباً ومسؤولية بالدرجة الأولى حيث يشعر بالسعادة عندما يؤكد الأطباء أن دعمه من أسباب شفائها مشيراً إلى أنه كان يشجعها على إجراء الفحوصات قبل اكتشاف المرض وكان لذلك ثمرة إيجابية لاكتشافه بالوقت المناسب.
وخلال الفعالية التي أقيمت بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان قدم رئيس اللجنة العلمية للبورد السوري في الطب النفسي الدكتور مازن حيدر محاضرة أكد فيها أهمية وجود فريق دعم نفسي لمرضى السرطان بكل مشفى ومركز علاج إلى جانب دعم نفسي اجتماعي من المحيط نظراً لترافق مثل هذا النوع من الأمراض بالاكتئاب.
ولفت حيدر إلى أن الخوف من المرض ومن اكتشافه أمر طبيعي لكنه لم يعد مبرراً مع التقدم العلمي وما حققه الكشف المبكر إلى جانب الدعم النفسي المناسب من نتائج شفاء موثقة علمياً لذلك تفكيك الخوف عبر المعلومة الطبية الصحيحة رسالة أساسية يجب أن تقدم بحملات التوعية بالكشف المبكر عنه وبعلاجه عند التشخيص مشيراً إلى ضرورة تغير الصورة الشائعة عن المرض في الدراما وغيرها من وسائل الإعلام وتوضيح المعلومات المتعلقة به.
وحول خدمات جمعية تنظيم الأسرة بينت رئيسة الجمعية الدكتورة هزار مقداد أنه عبر 42 عيادة أمراض نسائية بمختلف المحافظات تقدم خدمات الصحة الإنجابية والتوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي على مدار العام بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان وتوجد عيادة متخصصة بأمراض الثدي وتصوير الماموغراف بفرع الجمعية بحلب ويتم العمل على افتتاح عيادة مماثلة بريف دمشق موضحة أن العيادات تقدم خدمات المشورة والتوعية الصحية والدعم النفسي والية الفحص الذاتي وتحويل النساء اللواتي بحاجة إلى استقصاءات طبية متقدمة إلى العيادات والمشافي المختصة.
من جانبه أكد الممثل المقيم للصندوق اياد نصر الالتزام بدعم المرافق الصحية لتقديم خدمات التوعية والتشخيص والوقاية بجودة عالية وبناء قدرات العاملين الصحيين للكشف المبكر عن سرطان الثدي منوها بنتائج شراكة الصندوق مع 21 جمعية أهلية وعدد من الجهات الحكومية حيث قدمت خلال العام الجاري خدمات الصحة الإنجابية لنحو 550 الف سيدة.
وقدم متطوعو الجمعية سكتشاً مسرحياً حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي الذي وثقت إحصاءات الأمم المتحدة عنه خلال عام 2020 تشخيص إصابة 2.3 مليون امرأة و685 ألف حالة وفاة بسببه على مستوى العالم.