الشريط الإخباري

تقنيات الحداثة في شعر الماغوط

دمشق-سانا

يحفل النتاج الشعري عند الأديب محمد الماغوط بنمط مغرق في حداثته حتى عد من رواد قصيدة النثر عربيا ما دفع الدكتور جمال أبو سمرة إلى تخصيص ندوة للحديث عن الحداثة في شعر هذا الأديب والتقنيات التي استخدمها.

وبين أبو سمرة في الندوة التي استضافها اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين أن الماغوط كان الاب الروحي لقصيدة النثر كما تجلى في قصائده اهتمامه بالهم الاجتماعي ولكن ليس على حساب جودة القصيدة فكان يلمح ويشير ويطوع لنصه مكونات الحداثة والبنية الدرامية مثل الصراع والمونولوج والديالوج أي الحوار الداخلي والخارجي والمفارقة الشعرية ولكن بشكل منظم مركز بقلم شاعر محترف.

وتوقف أبو سمرة عند تميز الماغوط في مفارقة السخرية والإشارة إلى أمر سلبي بنقد مبطن ساخر يوحي خارجه بشيء وداخله بآخر.

وقدم الدكتور أبو سمرة نموذجا قصيدة للماغوط يرثي فيها الشاعر بدر شاكر السياب بشكل مختلف عما درج في قصائد الرثاء وكأنه ينقلب على القصيدة العمودية شكلا ومضمونا ويخرج على طريقة الأقدمين في البكاء وذكر المناقب إلى أسلوب هزلي غير دارج في الرثاء وأقرب إلى المضحك المبكي.

وأوضح الدكتور أبو سمرة أن من عناصر القصيدة الحديثة الادهاش الشعري وخلق الصورة الجمالية الجديدة والتكثيف والانزياح اللغوي والتخييل والإيقاع الداخلي والنفسي والمناخ العاطفي الانفعالي والتوترات النفسية والدفقات الشعرية القصيرة التي تتجلى فيما يسمى التوقيعة الشعرية فضلا عن عناصر الامتاع والإثارة والتصوير كما أكد على الوحدة المعنوية والترابط في القصيدة الطويلة.

ووجد الناقد أحمد هلال أن الماغوط كان ظاهرة مختلفة في الشعر العربي رغم أن البعض نفى عنه الصفة الشعرية والحقيقة أنه هز الأنساق المجتمعية بمحاولة التجاوز والتخطي فاستطاع كسر الأنماط الشعرية وحرر القصيدة من ثوابتها وكان حرا منفردا متفردا ولا سيما مع ديوانه البدوي الأحمر الذي ضم كثيرا من المفارقات والانزياحات الشعرية.

وقدم على هامش الندوة عدد من القاصين والشعراء الشباب نصوصا أدبية وشعرية تم عرضها على طاولة النقد.

بلال أحمد

انظر ايضاً

الغربة محور كتاب “محمد الماغوط في مدن الغرباء”

دمشق-سانا يختصر كتاب “محمد الماغوط في مدن الغرباء” الصادر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب …