الشريط الإخباري
عــاجــل وزارة الخارجية: سورية تشدد على أن الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية واعتداءاتها المتكررة على الأحياء السكنية تثبت الطبيعة العدوانية والهمجية لهذا الكيان، وتؤكد مجدداً بأنه المسبب الرئيسي لحالة عدم الاستقرار في المنطقة ولمعاناة شعوبها

سورية تشارك في منتدى موسكو الدولي للسلام والدين

موسكو-سانا

بمشاركة سورية افتتح اليوم في العاصمة الروسية منتدى موسكو الدولي السنوي السابع للسلام والدين تحت شعار (الحوار الديني والثقافي في فضاء العالم المعاصر).

وأكد رئيس الوفد السوري إلى المنتدى وزير التربية الدكتور دارم طباع في كلمة خلال الافتتاح أن سورية مهد الحضارات ومبعث الرسالات السماوية مبيناً أن السوريين حملوا رسالتهم المقدسة عبر التاريخ من خلال اهتمامهم بالتربية والتعليم فكانت العملية التربوية في سورية عبر التاريخ حاملاً مهماً لهذه الرسالة السامية التي كانت على شكل أعراف وتقاليد تجمع الأشخاص بقيمهم الإنسانية وتحولت إلى منهج تربوي يتعلم فيه الناس التسامح والمحبة وقبول الآخر وغيرها من القيم الإنسانية التي أصبحت قيماً تربوية تعتمد في معظم دول العالم.

وأوضح الدكتور طباع أن هذا الدور جعل من سورية عرضة للعديد من الحروب عبر التاريخ لكنها كانت تواجهها صامدة صابرة وقادرة على تجاوز المحن وتحمل المشاق للمحافظة على مهمتها الأساسية في نقل الرسالة السامية للبشرية التي حملتها.

ولفت إلى أن المجتمع السوري جعل التربية الأخلاقية التي تحملها الأديان السماوية جزءاً من مناهجه التربوية لذلك وضعت وزارة التربية قيماً إنسانية واضحة كأساس لمناهج التربية الدينية الإسلامية والمسيحية التي تدرس في مدارسها كما ضمنت المناهج الأخرى جميعها هذه القيم لتنشئة جيل متحمل لمسؤولياته في نشر هذه الرسالة الإنسانية السامية التي جعلت المجتمع السوري مجتمعاً متماسكاً وقادراً على التصدي للتحديات التي تواجهه وخاصة المحاولات التي تسعى إلى تفكيكه وتخريب لحمته الوطنية وتشكيكه بقيمه ورموزه وتاريخه المشرف.

وأكد الدكتور طباع على الدور المهم للعلاقات السورية الروسية في تعزيز الدور التربوي في المجتمع السوري وضرورة تعزيز هذه العلاقة لمصلحة مشتركة للبلدين والشعبين.

وأشار المتحدثون في كلماتهم خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى إلى الطابع الحيوي الملح للقضايا المطروحة للنقاش وفي مقدمتها صمود سورية وانتصارها في مكافحة الارهاب والحوار بين الأديان والثقافات ومجابهة الإرهاب والتطرف لافتين إلى أن المنتدى يتيح تبادل الخبرة الإيجابية بين المشاركين من مختلف الدول.

وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو قال وزير التربية إن التجربة السورية في ظل ظروف الحرب الإرهابية لها أهمية كبرى كما أن لهذه التجربة جوانب تربوية مبيناً أن المطلوب إظهار الجانب التربوي في إعادة بناء الإنسان وفي خلق علاقة جديدة لهذا الجيل الجديد بعيداً عن التطرف والإرهاب.

وأوضح طباع أن التجربة السورية تجربة نادرة وما تعرضت له سورية خلال السنوات العشر الأخيرة لا سابق له على مر التاريخ العالمي حيث كانت هناك مأساة لها جذور تربوية نتيجة لبعض النظم التربوية الموجودة في بعض البلدان والتي لا تدين التطرف والإرهاب ولذا كان لا بد لهذا المنتدى أن يوضح أن الفكرة الأساسية تكمن في أن معالجة التطرف تكون من خلال بناء قيم تربوية إنسانية جديدة يعترف بها العالم أجمع دون أن يكون هناك تشابك وتعارض بين القواعد والنظم التربوية وهذه كانت الرسالة التي أحببنا أن نوصلها من سورية إلى المنتدى ومنها إلى العالم أجمع.

وأكد وزير التربية أنه دون بناء الإنسان الجديد لا يمكن بناء اقتصاد جديد مشيراً إلى أن معظم مشاكلنا ناجمة عن النظم التربوية فيجب علينا أن نعلم الإنسان مهارات يمكنه من خلالها أن يحلل ويقارن ويتخذ الحل الأنجع لمشاكله.

وفي مقابلة مماثلة قال مفتي موسكو وتجمع مسلمي روسيا عضو الغرفة الاجتماعية في روسيا الشيخ البير كارغانوف إن أهمية هذا المنتدى تكمن في أن الدين في كل زمان ومكان يدعو إلى السلم وأن انعقاد مثل هذا المنتدى لمرات عدة في روسيا يدل على أنها تهتم لدرجة كبيرة بالعلاقات السليمة والأخوية بين الأديان.

وأضاف المفتي “نحن فخورون بوجود الوفد السوري بيننا” معرباً عن تعازيه القلبية لأهالي الشهداء الذين اغتالتهم يد الغدر بالتفجير الإرهابي لحافلة المبيت العسكري في دمشق.

عضو مجلس الدوما الروسي سيرغي غافريلوف أكد في مقابلة مماثلة أن أهمية هذا المنتدى تكمن في أنه يشارك في إعداد بلداننا وشعوبنا لإرساء السلم والعدالة في العالم وفي التصدي لكل أشكال التطرف والعدوان والمحاولات الغربية لتشويه المجتمعات البشرية ودفعها نحو الإرهاب والانحلال الخلقي باستخدام مصطلحات مزيفة للديمقراطية وحقوق الانسان لإشعال الحروب الداخلية وخلق الفوضى في البلدان التي لا تروق لها.

وأشار غافريلوف إلى أن سورية تمكنت من قصم العمود الفقري للإرهاب الدولي لافتاً إلى أن سورية اليوم تعتبر مثالاً ساطعاً على محاربة الإرهاب والتطرف وعلى دعم وتأييد السلم في العالم لتكون الصورة الأمثل للسلام العادل في العالم وفي منطقة الشرق الأوسط.

بدوره ممثل وزارة الأوقاف الشيخ عبد الله السيد أشار في مقابلة مماثلة إلى أهمية المنتدى من حيث الحضور والتمثيل الكبير للشخصيات الدينية والفكرية فيه ولطبيعة المواضيع التي يناقشها لشجب التطرف والإرهاب مشيراً إلى العلاقة الإسلامية المسيحية المميزة والعريقة في سورية والتي يمكن أن تكون انموذجاً للعالم فسورية كما هو معروف هي مهد المسيحية ومنطلق الإسلام والعلاقة الإسلامية المسيحية فيها غير متكلفة وغير مصطنعة لأنها علاقة طبيعية حيث التعايش بطبيعة فطرية وجميلة وهذا كان أحد أسباب استهداف سورية.

وفي مقابلة أخرى قال الدكتور ريمون هلال عضو مجلس الشعب رئيس جمعية (خطوة) للأطراف الصناعية: إن أهمية المنتدى تأتي من خلال التعاون الكبير على مستوى الحوار بين الأديان ومواجهة الإرهاب والتطرف الديني.

بدورها قالت الدكتورة ربا ميرزا أمينة صندوق التنمية لدعم الشباب السوري في المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر إنه من المفيد جداً مشاركة الوفد السوري في المنتدى مبينة أن التركيز على أهمية القيم الحضارية والثقافية والدينية مهم جداً علماً أن لكل بلد خصوصيته في هذه القيم التي يجب المحافظة عليها رغم محاولات الغرب تدميرها.

وجرى على هامش المنتدى التوقيع على اتفاقية بين الأمانة السورية للتنمية والاتحاد المسيحي العالمي حول التعاون وتبادل الخبرة لتطوير برامج تشاركية.

وضم الوفد السوري المشارك بالمؤتمر سفير سورية في موسكو الدكتور رياض حداد ورئيس جامعة دمشق الدكتور محمد يسار عابدين ورئيس هيئة التميز والإبداع المهندسة هلا دقاق وعدداً من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وأعضاء مجلس الشعب وممثلي الجمعيات المحلية.

وينعقد المنتدى هذا العام بمشاركة حوالي ألف من الشخصيات الحكومية والدينية والاجتماعية الروسية والأجنبية بمن فيهم ممثلون عن 17 دولة في العالم.