S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
موسكو-سانا
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن خط روسيا المبدئي يثير الامتعاض والقلق لدى “أولئك الذين يواصلون التمسك بأفكار انفراديتهم وتميزهم خلافا للميل الموضوعي لقيام عالم متعدد الأقطاب” منتقدا النص الجديد لاستراتيجية الأمن القومي الامريكي التي توءكد استعداد واشنطن لاستخدام القوة العسكرية بصورة احادية من اجل تحقيق مصالحها الخاصة.
وقال لافروف في تصريح له اليوم: “إن النص الجديد لاستراتيجية الأمن القومي الامريكي الذي نشر قبل ايام يركز بالدرجة الاولى على ان واشنطن يجب ان تقود الجميع وفي كل مكان بينما ينتظر غير الموافقين على ذلك طيف واسع من الاعمال التنكيلية بدءا من العقوبات الاقتصادية وحتى أعمال القوة”.
وأضاف لافروف: “إن هذا النص الجديد يوءكد على الاستعداد لاستخدام القوة العسكرية بصورة احادية الجانب من أجل تحقيق المصالح الامريكية دون الأخذ بعين الاعتبار أن التاريخ يعرف الكثير من محاولات فرض الهيمنة الشاملة ولكنها أخفقت على الدوام وان هذا الامر عقيم اليوم بصورة خاصة عندما ازداد تعقد المنظومة الدولية الى درجة تستحيل فيها بكل بساطة قيادتها من مركز واحد دون الاستناد الى موافقة جميع الشركاء الآخرين”.
وأوضح لافروف ان روسيا تستمد ثقتها بقواها من انها لا تقف ضد اي اتحادات دولية بل على العكس تنادي بان تترسخ في العلاقات الدولية مبادئ المساواة ومراعاة المصالح بصورة متبادلة والتسوية الجماعية للقضايا الاساسية استنادا الى القانون الدولي والدور المركزي لمنظمة الامم المتحدة.
وقال لافروف: “إننا نعمل كي تشعر كل الدول والشعوب بانها محمية بصورة متكافئة وباحترام خيارها لمستقبلها اي أننا نؤيد الحقيقة والعدالة المؤهلة لتشكل أساس النظام العالمي متعدد المراكز الذي ينشأ حاليا” مشيرا الى ان هذا الموقف الروسي يجد الدعم لدى غالبية شركاء موسكو الدوليين.
وكان لافروف أشار في تصريح سابق له اليوم إلى أن روسيا تدعو منذ سنوات عديدة الى اجراء حوار جدى حول سبل اقامة بنية امن متكافئ وغير مجزأ في مجمل الفضاء الاورواطلسي استنادا إلى أساس متين من المبادئ المتفق عليها ضمن اطر منظمة الامن والتعاون في اوروبا ومنظمة الامم المتحدة ومجلس روسيا وحلف الناتو مؤكدا أنه لا شيء “أكثر سخافة” من اتهام روسيا بـ “تقويض” أسس العلاقات الدولية.
