الشريط الإخباري

خبير ينقل النباتات العطرية والطبية السورية إلى العالمية

دمشق-سانا

أباً عن جد يتوارث معظم العطارين مهنتهم في سورية فتتبدل الوجوه وتبقى المحال وطريقة عرض البضاعة والوصفة ثابتة تاركة بصمتها في أسواق معروفة لعل أشهرها البزورية في دمشق القديمة، البصمة التي تحتاج لشروط كثيرة حسب خبراء لتصبح عالمية رغم اشتهار سورية بتنوع نباتاتها العطرية والطبية ومواصفاتها الجيدة.

الكثير من الأعشاب الطبية المحلية الموجودة في الأسواق طبيعية وتحتاج إلى شهادات منتج عضوي للتمكن من الدخول إلى الأسواق العالمية كما يقول رئيس الجمعية العلمية السورية للأعشاب الطبية والطب التكميلي والتغذية الدكتور شادي خطيب لـ سانا ويضيف: يجب أن يتعرف الفلاح على طرق الزراعة الجيدة للحصول على منتج جيد يمكن تسويقه ويكون له قدرة على المنافسة ويحصل مردوداً جيداً بما يضمن تحويل النباتات الطبية السورية إلى منتجات لها شهرة وسمعة دولياً.

ويشير خطيب أيضاً إلى أن العطارين الذين يعملون حالياً أشخاص غير مدربين بشكل كاف رغم وجود خبرة لدى البعض نتيجة تراكم المعلومات عبر الزمن مبيناً أهمية قوننة مهنة العطارة والسماح لخريجي كلية الصيدلة اختصاص العقاقير والنباتات الطبية بافتتاح مراكز خاصة في العلاجات البديلة أسوة بدول العالم فضلاً عن مكافحة الرعي أو الحصاد الجائر الذي يهدد بانقراض بعض أنواع النباتات.

وتتيح البيئة السورية نباتات عطرية كثيرة ومتنوعة حسب خطيب ومشهورة عالمياً مثل الزعتر الخليلي والبري والوردة الشامية وإكليل الجبل والميرامية والزوفة وحبة البركة والقبار وهناك أنواع برية شوكية مثل شوك مريم وشوكة الجمل والقِرصعنة وكذلك النباتات الغنية بالزيوت العطرية الطيارة مشيراً إلى محاولات واعدة لزراعة نباتات أخرى مثل الزعفران والإستيفيا بإشراف هيئات البحوث الزراعية.

وتباع النباتات العطرية كما يوضح رئيس الجمعية العلمية السورية للأعشاب الطبية بمحلات العطارة وتدخل تحت بند التوابل أو بشكل صيدلاني معبأ ضمن أكياس خاصة أو ضمن كبسولات أو بشكل مقطرات محضرة في منشآت مرخصة من وزارة الصحة.

وترتكب الكثير من الأخطاء في تناول الأعشاب الطبية حسب خطيب منها الاعتماد على مصادر غير موثوقة كوسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات حول استخدام هذه الأعشاب دون استشارة المختصين أو اللجوء إليها لمعالجة مرض ما والتوقف عن استخدام الأدوية المحددة من قبل الطبيب الأمر الذي يسبب تفاقم المرض وقد يهدد حياة المريض منبها إلى أن الجرعات غير المدروسة من بعض الأعشاب لها تأثير سمي.

ويحذر خطيب أيضاً من تخزين الأعشاب بطريقة خاطئة وخاصة البذور ما يسبب ظهور مادة سامة هي الأفلاتوكسين كما أن الرطوبة وعدم التجفيف الصحيح قد يؤدي لظهور سوس الأعشاب.

وينبه رئيس الجمعية على وجود مستحضرات غير مرخصة تحمل عبارة طبيعي مئة بالمئة ولكن هي بالحقيقة ممزوجة بمركبات كيميائية لتسريع الفعالية وإظهار نتائج سريعة كخلطات تخفيف الوزن والتي تسبب تأثيرات خطيرة على الصحة العامة.

وبخصوص الاعتقاد الشائع أن الأعشاب إن لم تنفع لن تضر يؤكد رئيس الجمعية أنه خاطئ فالكثير من الأعشاب تضر بمقدار نفعها وبعضها يضر أكثر مما ينفع فمثلاً نبات الدفلة سام جداً وقد يسبب الوفاة وبعض النباتات قد تسبب تسمماً خطيرا أو قصوراً كلوياً أو كبدياً أو مشاكل في الهضم وأمراض جلدية كالتحسس أو الشرى وهناك تأثيرات غير محمودة بالنسبة للأم الحامل أو المرضع.

وينبه خطيب من مسألة التدخلات الدوائية بين الأعشاب والأدوية فمثلاً عشبة القديس يوحنا تتضارب مع الكثير من الأدوية كما أن استخدام نباتات وأدوية مخفضة للسكر تسبب هبوط السكر عند المريض لذلك من الضروري استشارة الطبيب واستخدامها بشكل صحيح.

وفيما تظهر أرقام وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي أن إجمالي المساحات العضوية المزروعة بالنباتات الطبيعية والعطرية المرخصة هي 25 دونما بدمشق مع وجود فرصة استثمارية وحيدة مطروحة في الزراعة العضوية للأعشاب الطبية والعطرية في السويداء على مساحة 4 دونمات ويوضح مدير مكتب الإنتاج العضوي في الوزارة الدكتور مازن مدني أن شهادة منتج عضوي تمنحها شركات معتمدة دولية وتوجد واحدة في سورية ودون هذه الشهادة تباع المحاصيل بسعر مخفض مبيناً أن الزراعة العضوية بشكل مبسط تعني زراعة دون استخدام كيماويات.

وفي وقت تركز فيها وزارة الزراعة اهتمامها على الكمون واليانسون وحبة البركة والكزبرة والزعتر الخليلي يهتم الفلاحون بأنواع كثيرة لتكاليفها المنخفضة وأرباحها العالية ودورة حياتها القصيرة نسبيا حسب رئيس قسم المحاصيل أحمد حميدي.

وفي سوق البزورية بدمشق القديمة يعمل العطار أسامة مهرة منذ سنوات عديدة في مجال سوق الأعشاب الطبية لكنه يواجه حالياً صعوبات تتعلق بارتفاع تكاليف النقل لكونها تأتي من محافظات أخرى إلى دمشق فضلاً عن نقص بعض أنواعها نتيجة الحرائق التي تعرضت لها الغابات فيما ينتظر بدر السمان الشتاء لكونه يزيد إقبال الزبائن لشراء النباتات الطبية كون أغلبها يشرب مع ماء ساخن ويمنح الدفء فيما لا يوجد موسم محدد لتوفرها فهي متوفرة وتستخدم في أي وقت من السنة.

مالك عبدو

انظر ايضاً

النباتات العطرية والطبية عوائد كبيرة وتكاليف إنتاج مخفضة

دمشق-سانا تتمتع سورية بمناخ مناسب لنمو النباتات الطبية والعطرية التي تتميز بغناها بالمواد الفعالة منها …