موسكو-سانا
ذكر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغى ريابكوف أن الاقتراح الذي قدمته بلاده للولايات المتحدة بتجميد الترسانات النووية “لم يعد صالحاً لأنه كان لمرة واحدة”.
وقال ريابكوف خلال محاضرة اليوم في (مركز جنيف للسياسة الأمنية) رداً على سؤال بهذا الخصوص وفقاً لوكالة نوفوستى “لقد كان عرضاً لمرة واحدة وتم إرساله إلى الولايات المتحدة” مشيراً إلى أن الاقتراح الروسي لم يعد مطروحاً على طاولة المفاوضات.
وأضاف ريابكوف “إن الأمريكيين فعلوا ذلك لأسباب واضحة لنا حيث لم يرغبوا في تجميد كل الرؤوس النووية لديهم لكنهم سعوا جاهدين من أجل التحقق الوقح والسيطرة على جميع قدراتنا النووية” لافتاً إلى أن بلاده أكدت مراراً أن عملية التحقق يجب أن تكون مرفقة بقيود ملزمة قانوناً.
إلى ذلك حذر ريابكوف مما قد يجلبه تحالف (أوكوس) المبرم مؤخراً بين أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا من عواقب على نظام منع انتشار الأسلحة النووية في العالم مشيراً إلى أنه يمهد الطريق لحصول أستراليا على عدد كبير من الغواصات النووية.
وأوضح ريابكوف أن أستراليا ستصبح بذلك بين خمس دول في العالم تتمتع بمثل هذه القدرات العسكرية وقال “هذا يشكل تحدياً ملموساً لنظم منع انتشار الأسلحة النووية”.
كما أبدى قلق موسكو إزاء إعلان بريطانيا في وقت سابق من العام الجاري عن فرص توسيع ترسانتها النووية مبيناً أن العلاقات بين القوى النووية في العالم “بعيدة عن المستوى الذي يمكن اعتباره جيداً وأن الوضع حول هذه المسألة تفاقم بشكل ملموس نتيجة تدمير ركائز نظام الرقابة على الأسلحة النووية” محملاً إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أكبر قدر من المسؤولية عن ذلك بسبب سعيها المطلق إلى كسب التفوق العسكري وغيره.
وكانت الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا أعلنت في الـ 15 من الشهر الماضي إبرام الشراكة الدفاعية (أوكوس) بما يشمل تبادل التكنولوجيات العسكرية وتزويد الجيش الأسترالي بثماني غواصات تستند إلى التكنولوجيات الأمريكية وصواريخ مجنحة أمريكية الصنع وألغت سيدني على أثرها صفقة غواصات مع فرنسا ما أسفر عن أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين الطرفين.
وفي الوقت نفسه لفت ريابكوف إلى أن “بوادر أمل” ظهرت على الصعيد الدولي لاحقاً موضحاً أن الإنفراجة التي تم تحقيقها بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن خلال قمتهما في جنيف في الـ 16 من حزيران الماضي أفسحت مجالاً للتعاون البناء.