الفن بسنابل القمح… سيدة من السويداء تمتهن صناعة القش

دمشق-سانا

حبها للأعمال اليدوية والتراثية دفعها لتأسيس مشروعها الصغير “عبق الماضي” المتضمن صناعة مشغولات من عيدان سنابل القمح بعد حصادها لتؤمن بذلك مصدر دخل لها ولأسرتها يعينها على مواجهة أعباء الحياة.

مشروع السيدة فايزة فيصل يتضمن صناعة السلل والمزهريات والأطباق والحقائب والأواني المنزلية من سنابل القمح التي تزرعها في أرضها بالسويداء لتستخدم بذلك ذهبها الأصفر في تصنيع المؤونة والبيع وممارسة هوايتها بتشكيل مشغولات يدوية مصنوعة من القش.

وتروي فايزة لمراسلة سانا أن مشروعها “عبق الماضي” لصناعة المشغولات اليدوية من القش لم يكن وليد الصدفة إنما جاء بعد تعب وجهد وإصرار لمدة سنوات حيث تعلمت منذ نعومة أظفارها أسس هذه المهنة من والدتها التي كانت ماهرة بهذه الأعمال كما ساعدها دعم زوجها وأسرتها لها بتأسيس هذا المشروع.

وقالت: “على مدار عشرين عاماً ورغم الصعوبات كونت خبرة كافية بمجال تحويل عيدان سنابل القمح إلى منتوجات ذات قيمة حيث أنجزت الأطباق والصواني والحقائب والمزهريات وغيرها كما أنجزت جرة نلت عليها وسام إبداع وصنعت دلة قهوة ومهباجاً وغيرها من الأعمال التي تعكس تراث محافظتي السويداء”.

ولدعم مشروعها وسهولة الحصول على المادة الأولية للصناعة بينت فايزة أنها لجأت إلى زراعة أرضها بسنابل القمح وحصادها بطريقة يدوية للحفاظ على عيدان السنابل سليمة واستخدامها بمشغولاتها التي طورتها مع الوقت وباتت تضيف إليها الألوان المختلفة والأصواف والخيزران لتعطيها لمسة جمالية خاصة بها.

وحول مشاركاتها بالمعارض لفتت فايزة إلى أن البداية كانت مع دائرة المرأة الريفية عبر معرض لصناعة الحلويات شاركت فيه بأصناف من الحلويات قدمتها على أطباق ملونة مصنوعة من القش كما شاركت بمعارض مع اتحاد الحرفيين ووزارة السياحة وكانت حاضرة بالملتقيات والمراكز الثقافية حيث لاقت مشغولاتها إقبالاً ورواجاً بين الناس.

وعن المبيعات بينت أنها باعت أكثر من قطعة داخل وخارج سورية وأن أسعار منتجاتها تتراوح حسب الجهد المبذول بالعمل كون التعامل مع العيدان يتطلب مجهوداً كبيراً ووقتاً طويلاً لأنها تمتاز بالقساوة موضحة أنه عرض عليها بيع إحدى الجرار التي قامت بتصنيعها لإحدى الدول مقابل مبلغ كبير من المال لكن دون ذكر اسم سورية فرفضت لإيمانها بأن التراث السوري أغلى من أن يباع بحفنة من المال.

واختتمت فايزة حديثها بالقول: “احرص على وضع لمساتي في كل شيء أصممه لمشروعي” مضيفة: سنابل القمح تعطي طاقة إيجابية لذلك حاولت أن أضعها بمتناول الجميع عبر مشغولاتي وأرغب أن يكون هناك تدريب للأجيال الجديدة على هذه المهن التراثية لأنها تعكس حضارة سورية.

سكينة محمد

انظر ايضاً

التشكيلية الشابة نغم الخطيب تجربة صاعدة بأعمال فنية عمادها الكولاج

السويداء-سانا تقدم التشكيلية الشابة نغم الخطيب من محافظة السويداء