عيسى مسوح.. تجربة غنائية فريدة نهلت جوهرها من صدق العاطفة

دمشق-سانا

غنى للطبيعة والإنسان والوطن والحب وتماهى صوته مع عاطفة ابن الريف المندفعة والمتدفقة لتغدو رحلة الفنان عيسى مسوح إحدى التجارب الغنائية الفريدة في الأغنية السورية عبر نحو نصف قرن.

ويستعيد الفنان مسوح الذي اعتمد كمطرب في إذاعة دمشق عام 1974 في حوار مع سانا الثقافية نزعته الفنية منذ سن مبكرة وعن ذلك يقول تأثرت موهبتي بالبيئة الجميلة وطبيعة قريتي الساحرة لأن الفنان ينطبع عبر حياته كلها في الفرح والحزن بمحيطه ويكتسب منه صفات تعطيه خصوصية مع ضرورة امتلاك القدرة الكاملة على الأداء.

ويتابع غنيت في يفاعتي وشبابي الباكر في المدرسة وفي الأعراس التي كانت تشهدها مرمريتا والقرى المجاورة لها بريف حمص الغربي وهذا كان سبباً في شهرتي على المستوى المحلي وكنت أغني فيها لمطربين كبار أمثال محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ووديع الصافي الذي كان أكثر قرباً من ميلي الفني.

مسوح الذي في رصيده أكثر من 200 أغنية مسجلة بإذاعة دمشق أشار إلى أن كل عمل أداه وقدمه للجمهور جاء وفقا لحالة إنسانية تأثر بها ولعاطفة حركها الإحساس معتبرا أن هذا هو الفن الحقيقي كما يراه لأنه يمثل رقي الإنسان ويعكس هموم المجتمع.

إبداع مسوح لم يقتصر على الغناء فحسب بل كتب ولحن عددا من أغانيه المشهورة التي يحفظها الجمهور مثل “أكتر ما في عملتو” و”أنا لولا وعدتيني” كما غنى لكبار الشعراء من سورية ولبنان أمثال الراحلين عيسى ايوب وتوفيق بركات.

ورغم أن مسوح لم يكن يتدخل مع الشعراء والملحنين في انتقاء كلمات أغانيه والموسيقى الملائمة لها إلا أنه في كثير من الأحيان كان يطلب موضوعاً معيناً كما حصل ذلك في أغنية “رح عمرلك بالعلوة .. قلعة كبيرة يا حلوة” كلمات الشاعر أيوب.

ومن الملحنين السوريين الذين تعامل معهم مسوح نجد الراحلين سهيل عرفة وزهير عيساوي وسليم سروة وياسين العاشق والمايسترو أمين خياط مشيرا إلى أن أكثر ما كان يشده للكلام واللحن حجم ما يقدمانه للناس من إحساس وعاطفة.

ومن لبنان تعامل مسوح مع فنانين كبار حيث يلفت إلى أن الصدفة قادته للعمل مع فيلمون وهبي الذي لحن له اغنيتين “حبيتك حبيني” و”بتمرق سنة مننطر سنة” كما اخذ من الملحن جورج يزبك غنيتي “بدنا نتجوز عالعيد” و”كنت بنت تلت سنين”.

مسوح الذي دفعه إحساسه بالواجب الوطني ودور الفن في المعركة قدم خلال سنوات الحرب على سورية العديد من الأغاني فكتب ولحن اغنية عن معركة مطار كويرس الذي صمد بواسلنا فيه بوجه التنظيمات التكفيرية وأغنية بعنوان “هي بلدنا سورية ياخيي كيف منكافيها”.

محمد خالد الخضر