(كواكب الجنة المفقودة)… رواية تختزل وجع الحرب ومعاناة الإنسان

دمشق-سانا

يذهب الأديب محمد حسن الحفري في روايته كواكب الجنة المفقودة إلى انتهاج أسلوب جديد غير تقليدي وتقنية حديثة لكنه حافظ عبرها على مقومات الرواية برغم صعوبة البناء الذي ظل محافظا على الحدث والتشويق من البداية إلى النهاية.

تبدأ الرواية عند الحفري بتقنية عالية فبطلها محمد نايف العبود يروي لنا وهو في لحظاته الأخيرة تفاصيل من حياته تبدأ منذ طفولته معتمدة في مواضع كثيرة على حالة الخطف خلفاً ليبسط الحفري من خلال تقنية السارد الحدث بصورة قريبة من المتلقي مع الحفاظ على فنية الحركة.

ويشير الحفري في روايته إلى شقاء المرأة وما تعانيه من مصاعب وهموم وكيف تقف في وجه الظروف عندما يموت زوجها وتعاني في سبيل البحث عن العيش كما حصل مع عليا بعد فقدان الزوج وما طال حياتها جراء ظروف الحياة الصعبة.

ولا تخلو الرواية من الحب الشفاف والراقي الذي يعود إليه بين الحين والآخر خلال ربط الأحداث بالحدث الرئيسي.

ولا يهمل الروائي الحفري قيمة الفن والأدب والعلم خلال حوار بطل الرواية مع أصدقائه الفنانين والمثقفين وصولا إلى قيمة النجاح في القرية وما يفعله أهاليها تقديرا للنجاح من فرح وولائم.

كما تبدو البيئة الريفية البريئة والجميلة خلال تحولات الحدث الروائي واستخدام مكونات هذه البيئة وما تحتويه من حيوانات وطيور وجمال.

ويبدو الوطن في الرواية سامياً وكبيراً عندما يربطه بالحب ويشبه جمال سورية بجمال المرأة وصولاً إلى جمال القرية التي ينتمي إليها البطل في الرواية قرية ذرعان الجميلة.

كما يتصدى الحفري في روايته إلى الشخوص الذين يمارسون الظلم والأذى كمرعي الجواد الشخصية المكروهة والقاسية والمتغطرسة في القرية.

رواية كواكب الجنة المفقودة أبطالها وشخوصها قليلون لكن الكاتب وصل من خلالهم إلى القيمة الفنية التي رفعت مستوى الرواية في مضمونها الشائق محققاً إضافة جديدة إلى العمل الروائي.

الرواية من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب وكاتبها مسرحي وروائي وقاص وأخرج العديد من الأعمال المسرحية ونال جائزة الدولة التشجيعية للآداب وجائزة الطيب العالمية للابداع العالمي وجائزة الرواية العربية في الشارقة ومن أعماله في الرواية (جنوب القلب) و (صندوق الذكريات) و (البوح الأخير) وغيرها.

محمد خالد الخضر