أكاديميان روسيان: أمريكا تقوض الجهود الدولية في محاربة الإرهاب

موسكو-سانا

أكد رئيس قسم الأمن الأوروبي التابع لأكاديمية العلوم الروسية نائب رئيس الجمعية الروسية للأبحاث الأوروبية ديميتري دانيلوف أن واشنطن تعمل باستمرار وفق نمط تقليدي واحد عبر تغذية قوى متطرفة تستخدمها حين الضرورة للضغط على خصومها السياسيين.

وقال دانيلوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم إن “واشنطن تصطدم فيما بعد بسلوك هذه القوى المتطرفة التي تنفلت من عقالها في لحظة ما لتمارس عداءها ضد القوى الحليفة للولايات المتحدة وأحيانا ضدها مباشرة ويبدو نشاطها غريبا جدا لا يمكن التنبوء به أبدا وتحصل الولايات المتحدة نتيجته على مردود سلبي جدا”.

وأشار دانيلوف إلى حركة الطالبان التي أنشأتها الولايات المتحدة لمحاربة القوات السوفييتية في أفغانستان وقبلها تنظيم /القاعدة/ الارهابي واليوم يجري الحديث عن تنظيم /داعش/ الارهابي في سورية والعراق لأن الولايات المتحدة دربت المتطرفين وسلحتهم واعتبرتهم حلفاء مقبولين لها في حربها ضد الحكومة السورية ولكن اليوم خرج هوءلاء الحلفاء عن الطاعة وأصبحوا يشكلون تهديدا حقيقيا لشركاء واشنطن الحقيقيين في المنطقة بل وعلى المستوى العالمي لأنهم باتوا يشكلون العنصر الأكثر فاعلية في الإرهاب الدولي.

وأضاف دانيلوف أن الدول الاقليمية في المنطقة مثل تركيا وقطر والسعودية تتخذ مواقف متناقضة تجاه هذه التنظيمات الإرهابية في حين كان ينبغي عليها أن توحد رأيها سياسيا ودبلوماسيا حول قراري مجلس الأمن الدولي الخاصين بمحاربة التنظيمات الإرهابية في سورية مثل تنظيم /داعش /الارهابي وما يسمى /جبهة النصرة/ وغيرهما كون هذه التنظيمات المتطرفة تشكل مصدرا للتهديد المستمر بالدمار والخراب وبزعزعة الاستقرار ليس لبلد واحد بذاته فقط بل لدول المنطقة والعالم أيضا.

ولفت دانيلوف إلى أن التعاون الجماعي بالاستناد إلى قرارات مجلس الأمن الدولي هو العامل الوحيد الكفيل بالقضاء على هذا الإرهاب في الشرق الأوسط ولكن عندما تبدي بعض الدول إذا جاز القول /مرونة/ غير معقولة تجاه هذه المسألة متوخية بذلك تحقيق أهداف وغايات أنانية فإنها تخلق حينها مشكلة منظمة للمنطقة وللمجتمع الدولي برمته.

من جانبه اعتبر نائب رئيس معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية فيودور فويتولوفسكي في مقابلة مماثلة أن عدم التزام بعض الدول المجاورة لسورية بتطبيق قراري مجلس الأمن الدول بمحاربة نشاط التنظيمات الإرهابية ناتج عن الرغبة في التوجه في مسار معين غير متسق بل ومعاكس في أغلب الأحيان.11

وتابع فويتولوفسكي إن الشركاء الذين وقعوا هذين القرارين لم ينسقوا فيما بينهم حول كيفية تطبيقهما في المستقبل نظرا للخلافات العديدة بينهم بما في ذلك ما يخص تعريف الإرهاب والإرهابيين وعدم قدرة الشركاء في الأمم المتحدة على الاتفاق حول الخطوات العملية لتطبيق قرارات مجلس الأمن.

وأضاف “إن تفاقم الخلافات في وضع العلاقات الدولية ساهم أيضا في ذلك نتيجة الأزمة التي يعاني منها الاتحاد الأوروبي إذ ان كل المخاوف ناتجة عن إمكانية انتقال التناقض الحاصل في هذه العلاقات المتأزمة بين أعضاء المنظومة الغربية بما فيها الولايات المتحدة طبعا حول أزمة الأمن الأوروبي إلى ساحات عالمية أخرى وخاصة إلى الساحة السورية وإلى العلاقة بالتنظيمات الإرهابية مثل تنظيم /داعش /الارهابي وغيره”.

وأكد فويتولوفسكي أن روسيا دعت باستمرار شركاءها في مجلس الأمن الدولي للكف عن اللعب بورقة التنظيمات الإرهابية في سورية بدعمها من جهة والادعاء بمحاربتها من جهة ثانية موضحا أن الأمريكيين كانوا يتهربون من هذه المسألة معتبرين أن التحدي الأكبر بالنسبة لهم هو ما يسمونه بـ/العدوان الروسي على  أوكرانيا/ ومشددا على أنه إذا كانت مواقف الشركاء الغربيين وخاصة في الناتو تبنى على هذا الأساس فإن القرارات المتخذة في ويللز لهذا الحلف تجعلهم مستعدين للتضحية بروسيا في مسألة مقاومة الإرهاب في الشرق الأوسط.