المشهد السياسي اليوم لا يشبه الأمس لجهة سقوط مشروع تحجيم دور سورية في المنطقة والعالم بعد عقد من الحرب الإرهابية المفروضة عليها والتي في حقيقة جوهرها كانت تستهدف سورية الدور والموقع والسياسة الخارجية وهذا الاستهداف أخذ أشكالاً عدة بين دعم وتمويل آلة الإرهاب العالمي واستثماره لتحقيق أجندة داعميه وفرض إرهاب اقتصادي ممنهج ومدروس عبر إجراءات غربية قسرية أحادية الجانب وما يسمى قانون قيصر اللاقانوني واللاإنساني الذي يستهدف خنق الشعب السوري وحرمانه من أبسط مقومات الحياة عقاباً له لتمسكه بمبادئه الوطنية وحرية قراره واستقلاله.
المتابع للحراك السياسي الإقليمي والدولي يرى بوضوح العودة القوية لدور سورية في مختلف المحافل وعلى كل المستويات إثباتاً لصوابية المواقف السورية في مؤتمرات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وعبر كل منبر دبلوماسي شهد قوة الحق السوري الذي أسقط كل مشاريع التحجيم والإلغاء والاستبدال وأجهض كل مؤامرات الاتهام المسيسة عبر استخدام الهيئات واللجان الدولية كأداة ابتزاز واستهداف لسورية والشواهد كثيرة أبرزها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ثبات سورية على مواقفها وانتصارها في كسر المشروع الإرهابي عزز دورها وفرض تغيير الخطاب السياسي الغربي والأميركي إلى حد ما وألزمهم بجردة حساب قاسية لقبول حقيقة مفادها فشل مشروعهم التآمري في إسقاط سورية وإلغاء دورها .. فاليوم سورية حاضرة بقوة تطالب على لسان وزير خارجيتها الحاضر بفعالية لجلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة بحقوقها وتدعو المجتمع الدولي لرفع العقوبات عن الشعب السوري وخروج قوات الاحتلال من أراضيها وتؤكد أحقيتها في الدفاع عن سيادتها واستقرارها .
المشهد اختلف بدءاً بزيارة وزير الدفاع السوري إلى الأردن مروراً بالمشاركة الفعالة لوزير الموارد المائية في مؤتمر المياه بدبي إلى مشاركة نائب وزير الخارجية والمغتربين في اجتماع رفيع المستوى للاحتفال بالذكرى السنوية العشرين لاعتماد إعلان وبرنامج عمل ديربان المعنيين بالعنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وغيرها من أشكال التعصب ذات الصلة.. كل ذلك يعني التسليم بحقيقة حجم دور سورية وقرب إعلان انتصارها وفشل كل المخططات ضدها.