دمشق-سانا
هي إحدى الأصوات الشعرية التي أنجبتها قصيدة النثر في سورية قبل نحو عقدين من الزمن لتحقق الشاعرة نيروز جبيلي حضوراً على الساحتين المحلية والخارجية أظهرت فيه تمسكا بالحداثة دون الجنوح إلى الضبابية والسريالية.
نيروز التي تستند إلى عاطفتها في كل نص تكتبه تبين في حديث مع سانا أنها تزاوج لحظة الكتابة ما بين الحس العاطفي المتدفق عندها وما راكمته من ثقافات ومعارف ومشاهداتها للواقع لتكتب نصا يتمكن من الوصول لذائقة المتلقي ويكون عنوان وجودها الأدبي.
وتحب نيروز الوضوح في الشعر شرط أن يتمسك بأسس جمالية فهي ليست مع الضبابية والمجهول في المعنى بحجة الإبداع لأن المبدع يجب أن يأتي بما يفهم المتلقي.
ورغم أنها تكتب الشعر الحديث لكنها ليست منحازة لأي شكل بل يعجبها الشعر الجميل الذي يمتلك مقومات الادهاش كشعر نزار قباني الذي كتب بكل الأشكال وكان مدهشها إضافة إلى بعض الشعر الصوفي لأنه امتلك على مر العصور كثيراً من الجماليات.
وعندما تكتب نيروز نصها لا تلتزم بظرف معين بل إن الفكرة تداهمها وتجعلها تفتش عن ورقة وقلم لتكون الحالة مرسومة ومحملة بما تحب مضافاً إليها ما هو مخزون لديها في الخيال.
وحول رأيها بما تشهده الساحة الثقافية حاليا من حراك أدبي ترى أن هناك كتابات ومواهب تستحق الوقوف عندها وبالمقابل هناك من يجب العمل على عدم نشر نتاجهم والحد من حضورهم داعية إلى وضع ضوابط تحول دون دخول غير الموهوبين إلى الساحة ومساهمة الجميع في هذه المسألة التي تجدها ضرورية جداً.
وتشير إلى أثر الحرب وانعكاسها على المشهد الثقافي حيث حدت من حضور الإبداع وأرهقته ما أفسح المجال لظهور أسماء وتجارب ضعيفة لا تمتلك أسس الشعر الحقيقي وقدمت صورة سلبية عن مستوى الأدب.
وحتى يبقى الأديب قريباً من بيئته ومجتمعه عليه كما ترى نيروز أن يزرع الأمل ويواجه اليأس ويظهر الحقيقة والسلوك الصحيح وهذا دوره الطبيعي ومن أجل هذا يجب أن يكتب وأن يستمر في الكتابة.
الشاعرة نيروز جبيلي صدرت لها مجموعتان هما (الرقص فوق منحدرات وعرة) و(العنف في نسيان ذاكرة).
محمد خالد الخضر