الشريط الإخباري

الموسيقي هادي بقدونس: عندما أعزف على آلة الكمان تصبح جزءاً مني

دمشق-سانا

الموسيقي هادي بقدونس واحد من أهم عازفي الكمان السوريين المعاصرين أدى أصعب المقطوعات التي تتطلب مهارات عالية وخبرة طويلة في العزف والموسيقا وعزف لكبار الفنانين في سورية والوطن العربي وقاد الفرق الموسيقية طوال عقود في حفلات ومهرجانات داخل البلاد وخارجها.

نشأ هادي في عائلة فنية وتهوى الموسيقا فوالده الملحن الراحل عبد الحليم بقدونس الذي توفي عندما كان هادي طفلا صغيراً ولكنه أورثه الشغف بالفن والطموح للمضي فيه بعيداً ودراسته أكاديمياً وعلى يد أساتذة كبار.

تتلمذ هادي على يد اليوناني إيليا ديمتروس والروسية مارينا والأرمني مهران للموسيقا الغربية وميشيل عوض للشرقية وتخرج من المعهد العربي للموسيقا بإشراف الموسيقار الراحل صلحي الوادي.

عزف هادي في سن صغيرة مع فرقتي إذاعة دمشق وأمية ولكن دراسته العميقة للموسيقا الشرقية وأصول العزف جعلته يتحول إلى العزف المنفرد ليصبح عازف الكمان الأول في فرقة الفجر الموسيقية بقيادة المايسترو امين الخياط وينتسب إلى نقابة الفنانين منذ عام 1977.

وحول علاقته بالعزف وبآلة الكمان يوضح هادي في لقاء مع سانا أن الموسيقا تسكنه وهو عندما يعزف يتوحد مع آلة الكمان “فتصبح جزءاً لا يتجزأ منه” ليخرج منها مشاعره وأحاسيسه على شكل نغمات موسيقية.

بقدونس الذي أسس وقاد فرقة النجوم الموسيقية التي عزفت لكبار المطربين السوريين والعرب وخماسي الموسيقا العربية حيث سعى من خلالها إلى نشر التراث عبر معزوفات ومقطوعات لمؤلفين كبار ينتقد التعامل مع الارث الغنائي عبر تغيير توزيع نغماته كما نراه حالياً معتبراً ذلك “تشويهاً ومخالفة للقانون والعادة والعرف”.

وحول رأيه بنمط الغناء السائد رأى ان موجة الغناء الدارج لا تعني موت التراث لأن الجمهور متنوع وهناك من يتعلق بالتراث والفن الأصيل ويختار الجميل فالأذواق متنوعة معتبراً أن الحضور النوعي للأمسيات التي تقوم بها دار الأوبرا ومديرية المسارح والموسيقا يثبت أهمية التراث ووجود جمهوره.

ولفت إلى أنه يحاول المزاوجة بين الحداثة والتراث والأغاني الجماهيرية لتحقيق التنوع لجمهور متنوع وأذواقه مختلفة فيلجأ إلى تقديم معزوفات معروفة عند الجمهور كرقصة الشيطان لأمير البزق محمد عبد الكريم ولونغا شاهناز للموسيقي وأنيس أرتنيان بهدف القرب من الناس أكثر.

ولكن هادي يشير في الوقت نفسه إلى أن الحرب الإرهابية على سورية والحصار الاقتصادي أديا إلى تراجع عدد النشاطات الموسيقية والفنية المقامة في ظل الوضع المادي للناس وصعوبة التنقل بين المحافظات ما حد من قدرة الفرق الموسيقية على التنقل والحضور الجماهيري.

وحول دور نقابة الفنانين في ظل الأوضاع الحالية يؤكد هادي بوصفه نائباً للنقيب أن هذه المؤسسة “تقوم بدورها تجاه الفنانين وتمارس مهامها كافة وما يشاع عن تقصيرها غير صحيح فهي تقدم الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية للفنانين” إضافة إلى إقامة النشاطات الثقافية والفنية ولا تقصر تجاه أحد من الأعضاء وتتعامل مع الجميع على سوية واحدة.

بلال أحمد وهادي عمران