قلعة المينقة في جبلة معلم أثري وتاريخي وحصن دفاعي ضد المستعمرين

اللاذقية-سانا

تقع قلعة المينقة على بعد نحو 35 كم جنوب شرق مدينة جبلة ضمن وادي القلع وترتفع 630 متراً عن سطح البحر مشكلة لعقود طويلة حصناً دفاعياً في منطقة الساحل السوري.

وبين الدكتور مسعود بدوي مدير دائرة الآثار والمتاحف في مدينة جبلة لمراسلة سانا أن القلعة مبنية على هضبة صخرية تحيط بها ثلاثة أودية (جنوب – شرق – غرب) وتتصل في الجهة الشمالية والشمالية الشرقية بالجبال المحيطة بامتداد طبوغرافي طبيعي تم فصله بواسطة خندق للقلعة شكله متطاول غير هندسي متماش مع الحواف الصخرية للهضبة ويحيط بها سور مزود بأبراج دفاعية ضمن القلعة كما يوجد العديد من الأقبية التي تحوي مخازن وحمامات وبعض المناور الطبيعية.

وأشار بدوي إلى أن القلعة التي ورد ذكرها لدى الكثير من المؤرخين أمثال (ابن بطوطة – وليم الصوري) عرفت كإحدى القلاع التي كان لها دور مهم في الدفاع عن منطقة جبال الساحل السوري وتعود تسميتها نسبة إلى شهاب الدين المينقي الذي ولد فيها سنة 872 هجري ولقب بأبي فراس لفراسته وتعمقه في بحر القصائد الروحانية وله عدة مؤلفات منها (سلم الصعود إلى دار الخلود) و (سلم الارتقاء إلى دار البقاء) وبعد وفاته دفن بجوار القلعة.

وأوضح بدوي أن القلعة كانت في بداية الفترة العثمانية محل صراع وسيطرة بين العثمانيين وأهالي المنطقة إلى العام 1270 م ومنذ ذلك التاريخ هجرت القلعة حتى بداية الاحتلال الفرنسي لمنطقة الساحل السوري في عام 1918م حيث أصبحت معقلاً للثوار الذين يقومون بغارات على قوات الاحتلال الفرنسي إلى أن تم تحرير البلاد عام 1946م وبعد ذلك التاريخ هجرت القلعة إلى أن بدأت المديرية العامة للآثار والمتاحف عام 2000 الاهتمام بها فتم تسجيلها عام 2003 كإحدى القلاع الأثرية في منطقة جبلة.

مارينا قبو