موسكو-سانا
اختتمت الليلة القمة الثلاثية بين قادة روسيا وفرنسا والمانيا لمناقشة التسوية في أوكرانيا التي عقدت في العاصمة الروسية موسكو.
ووصف المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف القمة بأنها كانت “بناءة وغنية المضمون” لافتا الى أن الاتصالات ستستمر وسيتم استخلاص نتائجها يوم الأحد المقبل في سير اتصال هاتفي ضمن أطر “مجموعة نورماندي” على أعلى مستوى.
وقال بيسكوف يجري عمل مشترك بموجب نتائج القمة لإعداد وثيقة مشتركة حول تسوية الوضع في اوكرانيا على ان تتضمن مقترحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو.
وأشار بيسكوف إلى انه يجري حاليا عمل مشترك لإعداد نص وثيقة مشتركة محتملة تعتمد اتفاقيات مينسك ويمكن ان تتضمن اقتراحات رئيس أوكرانيا إضافة إلى الاقتراحات التي صيغت اليوم وأضافها الرئيس بوتين.
ولفت بيسكوف الى انه سيتم تقديم النص فيما بعد لإقراره من قبل جميع اطراف النزاع.
وكانت القمة الثلاثية الروسية الفرنسية الألمانية المكرسة لإيجاد حل سياسي للأزمة الاوكرانية افتتحت في وقت سابق اليوم بمشاركة الرئيس بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل, حيث أعلن ديميتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي أن اللقاء بين القادة يجري دون مشاركة أعضاء الوفود أو أي خبراء.
وكانت مصادر إعلامية أوروبية أفادت بأن هولاند وميركل قررا الذهاب لإجراء مباحثات في موسكو حول الأزمة الأوكرانية لأنه لا تعجبهما الأفكار الأمريكية لحل هذه القضية.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن مجلة نوفيل اوبسرفاتور الفرنسية أن اتصالات سرية جرت بين باريس وبرلين وموسكو قبل أن يقرر هولاند وميركل التوجه إلى العاصمة الروسية.
وأضافت المجلة الفرنسية إن هدف الزيارة كما تدل جميع الدلائل هو القيام بخطوات استباقية قبل الأمريكيين الذين يعتزمون أن يفرضوا على الأوروبيين رؤيتهم الذاتية لحل القضية الأوكرانية عن طريق تقديم أسلحة إلى أوكرانيا.
وأوضحت المجلة أن الولايات المتحدة كثفت جهودها الرامية إلى حل الأزمة الأوكرانية بعد أن استنتجت أن جميع محاولات حلفائها الأوروبيين لإيجاد تسوية سياسية في أوكرانيا لم تعد بأي نتائج.
وأعربت المجلة الفرنسية عن رأي مفاده أنه تقوم في أساس الخطة التي وضعها هولاند وميركل لحل القضية الأوكرانية البنود الأساسية لاتفاقيات مينسك.
وتنص الاتفاقيات التي وقعت في العاصمة البيلاروسية في أيلول الماضي على وقف إطلاق النار بين سلطات كييف وقوات الدفاع الشعبي في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ولكن قوات سلطات كييف خرقت هذه الاتفاقيات مرار.
وكان هولاند وميركل زارا كييف أمس وأجريا مباحثات مع الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو واستبق هولاند هذه الزيارة بتصريح قال فيه “إنه أعد مع ميركل مبادرة جديدة لتسوية النزاع في أوكرانيا”.
يذكر أن طرفي النزاع شرق أوكرانيا وقعا في الخامس من أيلول الماضي اتفاقا لوقف اطلاق النار في العاصمة البيلاروسية مينسك إلا أن قوات كييف خرقت ذلك الاتفاق مرات كثيرة وواصلت قصف المناطق السكنية في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين.