أمريكا ..الشيطان الأكبر-بقلم: بشار محمد

تكثر التحليلات السياسية التي تدور في فلك الحدث الأفغاني منها ما يذهب إلى القول بأن ما جرى هو مخطط أميركي لتفجير الوضع هناك على حدود ثلاث دول تضعها واشنطن في سلة العداء لها ( روسيا والصين وإيران) ومنها ما يذهب لتثبيت فشل السياسة الخارجية الأميركية من باب العبث باستقرار وأمن دول العالم لاحتلالها ونهب ثرواتها وقد يكون أحد التحليلات صحيحاً فالأمر لا يزال خفياً ومفاجئاً حتى على بعض المؤسسات الأميركية والتي صرحت دون خجل بذلك لكن الثابت الوحيد هو أن أميركا الشيطان الأكبر يعيث فساداً في كل أصقاع الأرض.

جورج دبليو بوش الذي نطق قبل عشرين عاماً بتعجرف مقيت جملة من الأهداف أولها القضاء على حركة طالبان وآخرها التزامه بالشعب الأفغاني وببناء عهد جديد من حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية في ذلك البلد رماها بايدن في سلة المهملات لأنها لم تكن صحيحة من الأساس وقامت على الاحتلال لا على ضرب الإرهاب ومكافحته فكانت تصريحات الرئيس الديمقراطي الأحدث مخجلة بحق دولة تقدم نفسها على أنها “أعظم” قوة في العالم فكيف لرئيس الولايات المتحدة الأميركية ألا يعلم” كيفية سحب القوات دون أن يخلف ذلك حالة من الفوضى” وكيف له أن يقول ويقرّ بفشل التنفيذ بسبب غياب التوافق بين الأجهزة الاستخباراتية الأميركية وهنا السؤال ماذا يحدث في الداخل الأميركي ومن يتخذ القرار وعلى أي أساس؟.

الماكينات الإعلامية الغربية لم تستطع إخفاء مشاهد مطار كابول ولكنة الناطق باسم حركة طالبان الاحترافية لن تبيض صفحاتهم السوداء بحق الشعب الأفغاني البسيط وعلى ما أعتقد لن تغري الثروات الباطنية لأفغانستان بقية الدول للتعامل مع هذه الحركة بشكل طبيعي حيث بدأت المواقع بالحديث عن أرقام وثروات باطنية مرعبة في هذا البلد الآسيوي من النحاس والليثيوم والأتربة النادرة، ومناجم البوكسيت و النفط والغاز و الكوبالت والغرافيت والسيليكون.

الهروب الأميركي ومشهد تساقط الأفغان من الطائرات الأميركية هو أوضح ما يمكن أن يُرى لمن يراهن على المحتل وهو أبلغ رسالة للمرتمي بالحضن الأميركي بأن مصيره محتوم بالخذلان ولو بعد عشرين عاماً لأن السقوط الأخلاقي والإنساني لواشنطن ليس بجديد وليس بعيداً عن محاولة إحياء الراديكالية التي سقطت في شمال إفريقيا بانتظار الموقف الرسمي للمجتمع الدولي.

انظر ايضاً

جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة

حلب-سانا أعلنت جامعة حلب عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة، وحملة شهادة …