الروائي خليل العجيل: الرواية الجيدة ثمرة لتراكم التجربة وليست وليدة إلهام مفاجئ

دمشق-سانا

عبر روايتين صدرتا حتى الآن للروائي خليل العجيل نجد أنه يجنح للواقعية المباشرة والصادمة ليعالج تفاصيل من حياتنا اليومية وهموم الناس في ظل ما تعرضنا له بالسنوات الأخيرة.

العجيل الذي يكتب في القصة والرواية يجد نفسه أكثر في الأدب الروائي الذي أحبه أكثر من أي أدب آخر وعن ذلك يقول في حديث لـ سانا الثقافية “رغم أنني ابن الحياة والشقاء والتعب وأعمل لساعات طويلة وأحيانا لا أجد الوقت الكافي للكتابة لأني غير متفرغ لها فأجد الأفكار تطير في مهب الريح إضافة إلى ما تركته الحرب من آلام فإني أحاول قدر الإمكان أن أكتب رغم كل أحوالي الصعبة التي أعاني منها منذ سنين طويلة”.

ويؤكد العجيل أن الرواية من أصعب الفنون وعمل شاق ومتعب وتحتاج إلى الوقت وإلى الكثير من الخيال بشكل مضاعف عن باقي الفنون الأدبية.

ويستعيد ابن الحسكة تجربته مع الأدب التي انطلقت من بحثه عن الأفق الأوسع في التعبير والكتابة ومن هواية المطالعة التي نمت عنده مبكراً ليكتب أول رواية له خلال دراسته الثانوية لكنه مزقها لاحقاً وظل يعيش تداعيات الندم ويكبر معه حب الرواية وكتابتها.

ويرفض العجيل أن تكون الرواية الجيدة وليدة إلهام مفاجئ فالعمل الذي يحقق النجاح يأتي نتيجة تراكم التجربة على الصعيد الحياتي والقدرة على سبر غور الحياة وصقل قدرات الكاتب على صعيد لغة السرد والحوار والشخصيات.

وحول ارتباط نتاجاته بالواقعية يعيد ذلك إلى نظرته للرواية التي لا تولد من فراغ حتى تستطيع الرسوخ في ذهن القارئ بأحداثها وشخصياتها.

ويؤمن العجيل بأن الأدب محصلة تداخل عوامل مجتمعية يحضر فيها النفسي والجمعي والتاريخي ولا يمكن بالتالي أن ينفصل عن سياقه المجتمعي معتبراً أن كل نص هو تجربة اجتماعية عبر واقع معين.

ويرى العجيل أن كاتب الرواية يجب أن يكون قارئاً نهماً قادراً على الجمع عبر الكتابة الإبداعية بين التفكير الشخصي وغربلة أفكار الآخرين بحثاً عن فكرة ما تفتح أمامه المسار إلى حقيقة ما يتخيلها.

العجيل الذي يكتب الشعر أيضاً يرى أن الروائي والشاعر يلتقيان في طبيعة اللغة الإبداعية التي يبدعان بها لكنهما يختلفان في علاقتهما بهذه اللغة فبينما الشاعر يوجد في قلب اللغة الشعرية فإن الروائي يوجد خارجها.

ولا يبدي الروائي الشاب حماسة تجاه مصطلح تداخل الأجناس الأدبية في الشعر والعمل الروائي لأننا عندما ندرك منطق الاختلاف بينها نضيع ونضيع معنا القصيدة والرواية.

وعند سؤالنا عن تجربته الشخصية مع النقد يعود العجيل لتحديد مهمة الناقد الأدبي التي يجدها مختصرة في جعل النص نقياً من الشوائب لأن الناقد يلمس النص بذهنه ويخضعه للتحليل ويقف على تعرجاته يظهر القمم الجمالية التي ابتدعها المؤلف مركزاً على المعنى الخفي لها ومبرزاً تأويله الخاص وقد يخطر له معنى لم يخطر في ذهن المؤلف.

ولكنه على المستوى الشخصي وجد أن بعض النقاد يركزون على أسماء بعينها ويهملون النصوص الجديدة.

يذكر أن خليل أحمد العجيل صدرت له روايتا (عارية تحت المطر) و(جدران العزلة).. لديه مخطوطات روائية وشعرية قيد الطبع.. ينشر في صحف ومجلات محلية وعربية وعالمية ومواقع منتديات الكرتونية.. حاز عدة جوائز وتكريمات منها المركز الأول في منتدى عاطف الجندي بجائزة النثر وفي مسابقة اتحاد الكتاب العرب بدمشق عن روايته (جدران العزلة) التي أعلن عنها الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب وبجهود شخصية.

محمد خالد الخضر

انظر ايضاً

الروائي خليل العجيل: ما أكتبه انعكاس لواقع مجتمعي بكل تفاصيله

الحسكة-سانا يعد الروائي خليل العجيل واحدا من الرواة الشباب القلائل الذين أثبتوا وجودهم على الساحة …