يحدث في مصر الآن..

«بالإذن من الروائي المصري الكبير يوسف القعيد».

أنا سوري.. وما يحصل في بلدي تُزلزل له الراسيات.. أجدر بي أن أرى النار في داري عن أن أراها في دار جاري.. لا أناقض ذلك ولا أتناقص معه، فقط يجعلني الخطب أتفقد أضلاعي وأخشى أن تهرب من يدي مصر. ألا ترون معي أنه منذ حادت بمصر داهيات كامب ديفيد لم تستطع هذه الأمة أن تستعيد وعيها بعد.. بُعّدت مصر عن قضايا الأمة بعد كامب ديفيد، فتقزّمت القضية وتعملق الأقزام، حتى أصبحنا أمة بلا قضية وبلا مركز.. رغم تصدي سورية التي وجدت نفسها دائماً تفتقد مصر.. تصوّروا أي خراب يحصل في هذه الأمة أن تحلّ الرياض محلّ القاهرة أو الدوحة مثلاً؟؟!.‏

في سورية الخراب مستشر، وأنياب الذئاب تغزو كل كرومها، لكنها تهدد مصر أيضاً.. الأنياب ذاتها.. الذئاب ذاتها.. الإرهاب ذاته.. فلن تنام عيون مصر عن ثعالبها.. فينا ما فينا.. وفي الأمة ما فيها.. وثالثة الأثافي ستكون أن يحدث في مصر ما بدأت بوادره! وأخطر ما فيه الانشغال بأي جزء من قناعة بأن كامب ديفيد قد تحمي مصر من النيات الإسرائيلية التي لم تعد خافية في سورية من حيث ارتباطها وترابطها بالإرهاب، ولن يطول اختفاؤها عن المشهد المصري.‏

«إسرائيل» التي وصلت نياتها باتجاه مصر من السوء إلى منابع النيل في أواسط إفريقيا، ألا يمكن أن يخطر ببالها سيناء مشغولة بحرب الإرهاب يسكنها حماة لأمن «إسرائيل» كما في لبنان سابقاً وكما في سورية اليوم..؟!.‏

تأملوا في المشهد التاريخي للمنطقة وللأمة، أكثر من قرن والعرب يتقزّمون.. ينقسمون يتفتتون.. ينحسرون.. وتتمدد «إسرائيل» إلى داخل عواصمهم وأفكارهم وتخاذلهم. أكثر من نصف الدول العربية تتعامل مع «إسرائيل» بعضها تخفق في عواصمها أعلام الصهيونية وبعضها على استحياء تخفق فقط في الصالات المغلقة وفي العقل والقلب!!!!!!، وهي مناسبة «لنبارك» للأردن الشقيق إعادة سفيره إلى تل أبيب فالجفاء عداوة بلا سبب.‏

ليس بودي مطلقاً أن أُحيل كل ما يجري إلى «المؤامرة» الإسرائيلية أو غير الإسرائيلية، وأتمنى حذف عبارة «مؤامرة» من القاموس العربي، فالعاقل يعرف أن مصلحته تتناقض مع مصالح آخرين لن يتوانوا عن رسم كل الخرائط كي ينتصروا لمصالحهم.. ومسؤوليته أن يحصّن مصالحه ويحميها، وبعضها له صفة الأطماع..‏

سورية اليوم في قلب المعركة وعلى ذروة الأزمة تعمل بجدّ لتستمر في المواجهة ولا بد من النصر.. يدها مبسوطة لكل مبادرات الحلّ، ويدها الأخرى قبضة تدقّ الأبواب المغلقة عن الحقيقة، كان آخره صوت رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام ينده لمن فاته السماع على بوابات شمال المتوسط، من موناكو، وعلى أبواب مصر تدقّ الأكف ويعلو الضجيج.. ما عندنا يخيفنا وما يحدث في مصر يرعبنا.. فاصحي يا مصر..‏

بقلم: أسعد عبود

انظر ايضاً

الثورة يحرز المركز الثاني بالدورة العربية للأندية للسيدات بكرة السلة

أبو ظبي-سانا أحرز نادي الثورة المركز الثاني في دورة الألعاب العربية للأندية للسيدات بكرة السلة …