السويداء-سانا
تكمن أهمية المدافن الأثرية المكتشفة في مناطق مختلفة من السويداء في التعرف على عادات الدفن والطقوس الجنائزية في العصور القديمة وكشف أسرار دفينة تعود لمئات السنين.
ويشير رئيس شعبة التنقيب والدراسات الأثرية بدائرة آثار السويداء خلدون الشمعة لـ سانا إلى أن عادات الدفن والطقوس الجنائزية خلال العصور القديمة في السويداء تنعكس بشكل واضح من خلال العناصر المعمارية واللقى الأثرية الشاهدة على تلك العصور مبيناً أن مجموعة المدافن التي تم الكشف عنها خلال أعمال المسح والتنقيب الأثري في موقع تل المسيح الأثرية قرب مدينة شهبا تمثل شواهد معمارية وأوابد أثرية تعبر عن حضارة المنطقة الضاربة جذروها في القدم.
ويلفت الشمعة إلى أن أحد المدافن الأثرية في موقع تل المسيح عبارة عن قاعدة ذات مسقط دائري مبنية من الحجارة غير المشذبة ويبلغ قطرها 9.10 أمتار تقريباً ومحيطها 31 متراً وجرى الكشف عن الأساس من الجهة الجنوبية الذي تبين من خلاله ارتفاع القاعدة عن سطح التربة بنحو 2.2 متر.
ويقول الشمعة: “نظراً لانتشار المدافن برجية الشكل في الموقع فإنه من المرجح أن البناء يشكل مدفناً جماعياً وقد دلت على ذلك حجارة السطح التي رصفت بشكل منتظم وتم فتح حفرتين في الجهة الغربية والشرقية للبرج حتى الوصول إلى الأرض البكر للتأكد من ذلك إلا أنه لم يتم العثور إلا على خاتم معدني وبعض الكسر الفخارية”.
كما عثر في الموقع وفق الشمعة على 6 مدافن مبنية من الحجارة غير المشذبة على شكل قبة مرتفعة عن الأرض بواسطة قاعدة مكونة من الحجارة والتي شكلت بدورها حجرة الدفن التي كانت مغطاة بصفائح من البازلت والتي تمت إحاطتها بثلاثة أو أربعة صفوف من الحجارة ذات أبعاد متقاربة تراوحت بين 210 و250 سم بـ 130 و145 سم لافتاً إلى أن هذه المدافن تعرضت للتخريب في عهود قديمة وقد تمت إزالة الحجارة من ثلاثة منها والتي تم من خلالها العثور في المدفن على كسر من الفخار الرقيق المحزز ونقد معدني.
ويبين رئيس الشعبة أنه بناء على ما تقدم وبعد دراسة أولية للبنى المعمارية والمنطقة وبعض الكسر الفخارية فمن المرجح أن الموقع يعود إلى فترة العصرين الروماني والبيزنطي أي إلى الفترة التي بلغ فيها النشاط الزراعي أوجه في المنطقة وهذا ما نلحظه في الموقع من خلال آثار التعزيل القديمة للأراضي الزراعية المجاورة.
وتتميز منطقة “تل المسيح” بموقعها الجغرافي حيث تبعد عن مدينة شهبا نحو 7 كم وبطبيعتها الجبلية الساحرة وهوائها العليل وإطلالتها على مدينة شهبا التاريخية وتكتسب أهمية لكونها تشكل مقصداً للرحلات والسياحة الشعبية كما تعد منطقة بكراً للاستثمار السياحي أما سبب التسمية فيعود كما تذكر المصادر والمراجع التاريخية لكون السيد المسيح زار المنطقة وطاف في التل ومكث فيه أكثر من ليلة.
سهيل حاطوم