لندن-سانا
أصدرت محكمة أولد بيلي البريطانية حكما بسجن طالب من أب سوري وأم صربية كان قد دعا إلى رفع علم تنظيم داعش الإرهابي فوق مقر رئاسة الوزراء في داوننغ ستريت وذلك بعد ثبوت إدانته بالتخطيط للانضمام للتنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية.
ونقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية عن ممثلي الادعاء قولهم إن ديفيد صوان الذي نشأ في صربيا ومن ثم أكمل دراسته في كلية بيركبيك البريطانية كان قد سافر للمرة الأولى إلى سورية في كانون الأول عام 2013 وتم اعتقاله في أيار الماضي في مطار هيثرو غرب لندن فيما كان يحاول التوجه من جديد إلى سورية بتهمة الإعداد لتنفيذ هجمات إرهابية هناك .
وأشارت الصحيفة إلى أن اعتقال صوان الذي جاء إلى بريطانيا في عام 2013 بتأشيرة لمدة ثلاث سنوات لدراسة السياسة العالمية والعلاقات الدولية في كلية بيركبيك في لندن جاءت بعد أن لاحظ زملاؤه في الكلية تغيرا في سلوكه الذي أصبح متطرفا ورؤية صور له وهو يحمل بنادق.
وتحاول السلطات البريطانية مع تزايد أعداد البريطانيين الذين يلتحقون بتنظيم داعش الإرهابي ليصل بحسب تقديرات نواب في مجلس العموم البريطاني إلى 2000 شخص اتخاذ المزيد من الإجراءات لمواجهة التهديدات التي يشكلها هوءلاء في حال عودتهم إلى بريطانيا .
وكشفت وثائق محكمة اولد بيلي أنه و لدى مصادرة كمبيوتر صوان المحمول و جهاز الآيفون الخاص به عثروا على عدد كبير من الصور والفيديوهات ووثائق تكشف أنه شخص متطرف وأنه كان يقاتل في سورية في صفوف التنظيمات الإرهابية ولديه خطط للعودة إلى هناك.
وقالت المدعي العام سارة وايت هاوس أن أحد مقاطع الفيديو التي كانت محملة على هاتف صوان النقال كان مفجعا وصادما لذلك لم نستطع أن نعرضه في المحكمة وهو يصور جريمة قطع عنق شاب بالسكين إضافة إلى وجود صور شنيعة أخرى على كمبيوتره المحمول.
وكانت إيفيت كوبر وزيرة الداخلية في حكومة الظل البريطانية أعلنت مؤخرا أن حزب العمال المعارض سيطالب بصلاحيات جديدة أقوى لمكافحة الإرهاب على أن يتم إقرار هذه الصلاحيات بشكل سريع في مجلس العموم من أجل معالجة التهديد الإرهابي بالتوازي مع إجراءات أمنية مشددة .
وتتزايد أعداد الإرهابيين البريطانيين الذين ينضمون إلى تنظيم داعش الإرهابي بشكل متواصل ما صعد المخاوف في بريطانيا من هذه الظاهرة الخطيرة واضطرت حكومة ديفيد كاميرون إلى رفع مستوى التهديد الإرهابي في البلاد إلى ثاني أعلى تصنيف بمرتبة خطير وتعني أن إمكانية وقوع هجوم إرهابي أمر مرجح للغاية خلال الأشهر الأخيرة.
وفي مقال آخر للصحيفة نفسها كشفت ديلي ميل أن أمريكية تبلغ من العمر 29 عاما وتدعى هيذر اليزابيث كوفمان من ولاية فيرجينا كانت قد اعتقلت في تشرين الثاني الماضي أقرت بأنها مذنبة بتهمة الإدلاء بمعلومات كاذبة للسلطات الأمريكية خلال استجوابها بشأن قضية تتعلق بالإرهاب ودعمها لتنظيم داعش.
وأوضحت الصحيفة أن كوفمان ستواجه عقوبة السجن ثماني سنوات خلال جلسة محاكمتها المقررة في 11 أيار القادم.
وأشارت الصحيفة إلى أن كوفمان اعترفت في شهادة خطية أمام وكيل مكتب التحقيقات الفدرالي بأنها قامت بوضع منشورات ومشاركات على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي تدعم فيها تنظيم داعش الإرهابي وتعرض تقديم المساعدة لكل من يرغب في التواصل مع هذا التنظيم الإرهابي في سورية والانضمام إليه.
ولفتت الصحيفة إلى أن كوفمان وخلال استجوابها قالت إنها تواصلت مع شخص وصفته بأنه زوجها دون ذكر اسمه وقامت بترتيبات كي تسهل سفره إلى سورية للانضمام إلى داعش ولكن الزوج المزعوم تراجع عن فكرته.
وأشارت الصحيفة إلى أن كوفمان قامت أيضا بعرض المساعدة على مخبر سري لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي اف بي آي من أجل الاتصال بأحد الإرهابيين التابعين لتنظيم داعش في سورية دون أن تدرك هوية هذا العميل .
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أشارت في تشرين الثاني الماضي إلى أن قضية اعتقال كوفمان تعد مثالا جديدا على وجود تنظيم داعش الإرهابي بشكل قوي على وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيره البالغ على الأمريكيين حيث جرت قبل شهرين إدانة امراة أمريكية من مدينة دنفر بتهمة مساعدة تنظيم إرهابي وذلك بعد محاولتها السفر إلى تركيا والتسلل عبر أراضيها إلى سورية.
ويرى محللون سياسيون مختصون بملفات الإرهاب أن المسؤولين الغربيين وبتجاهلهم لكل التحذيرات التي أطلقت بشأن التعامل بجدية مع أخطار دعم الإرهاب في سورية والمنطقة ورفضهم كل التنبيهات بشأن ارتداده إلى داخل بلادهم يتحملون جانبا من المسؤولية في حال حصول اعتداءات تطال شعوبهم ومؤسسات بلادهم.