الطلبة المتفوقون بجامعة البعث يبثون رسائل علم وصمود وعرفان للوطن

حمص-سانا

قدم الطلبة المتفوقون في جامعة البعث نموذجا حيا لقدرة الشباب السوري على مواجهة المشروع الإرهابي الرامي إلى وقف مسيرته العلمية والفكرية وتطويق روحه الإبداعية ليشكل كل منهم نموذجا يحتذى لأبناء جيله من الشباب العازم على اتباع خطي رفاقه وترسيخ حضوره المتميز في مختلف ميادين الحياة والدراسة والعمل رغم الظروف الراهنة والمحاولات المستميتة من قبل أدوات هذا المشروع للقضاء على الروح السورية الوثابة.

رسائل علم ومحبة وصمود وعمل مثابر وجهها الطلبة المتفوقون ممن تم تكريمهم مؤخرا في الجامعة حيث أكدت الطالبة “وسام الحمود” الخريجة الأولى في كلية الهندسة المدنية قسم البيئة في حديث لنشرة سانا الشبابية أنها تشعر بالسعادة والفخر والاعتزاز وهي تقف مع زملائها الخريجين على منصة العلم والكبرياء لتستحضر سريعا سنوات الدراسة والتحصيل العلمي التي قضتها بجد رغم كل ما تعرضت له مدينة حمص من إرهاب المجموعات المسلحة.

وقالت حمود.. لم يكن من الممكن أن أصل ورفاقي المتفوقون إلى هذه اللحظة المهمة لولا روح التعاون التي سادت بين أفراد أسرة الجامعة من أساتذة و إداريين وطلبة ممن ضفروا الجهود للمضي قدما فقد كنا جميعا مصرين على الزود عن حياض الوطن بأسلحة العلم والمعرفة.

أما أهم عوامل التفوق والنجاح التي قادت إلى هذه المكانة المتقدمة فتتلخص حسب الحمود بدور أسرتها التي وفرت لها كل أسباب الراحة والتحفيز بالإضافة إلى تشجيع أساتذتها ورفاقها لها وبالعامل الذاتي الذي جعلها تثابر طوال السنوات الماضية لتقف اليوم في هذا المكان مؤمنة بأن العمل الدؤوب يثمر دائما ما هو أفضل و أمثل.

من جانبه أكد الطالب المتفوق “حكيم سعيد إبراهيم” أنه درس الهندسة خلال سنواته الدراسية الثلاث الأولى في مدينة الحسكة لينتقل بعد ذلك ليكمل السنتين الرابعة والخامسة في جامعة البعث محافظا على تفوقه ومحققا المرتبة الأولى في اختصاصه.

وأشار “إبراهيم” إلى أن التفوق يحتاج من الطالب تنظيم البرنامج الدراسي ومراجعة المواد أولا بأول وعدم مراكمة المواد الدراسية وترحيلها إلى أيام أخرى وهذا بالضبط ما أسهم في وصوله إلى هذه المرتبة المتقدمة كما أنه من الضروري بالنسبة للطالب أن يعزل نفسه إلى حد ما عن الظروف المحيطة في حال لم تكن مشجعة حتى لا تسبب له أي إحباط وعدم التقيد بعدد ساعات الدراسة إنما التعويل على التركيز والفهم وحجم الإنجاز.

وبين الخريج الأول دور الأهل في تفوق الطالب ومتابعتهم المستمرة له وهو ما يتجلى في البيئة الأسرية التي يعيش فيها حيث تقوم والدته بتوفير أفضل شروط الدراسة له ولإخوته الثلاثة وجميعهم من المتفوقين مؤكدا أن مسيرة تفوقه لن تتوقف هنا فقد انطلق حاليا نحو دراسة الماجستير ساعيا إلى الوصول إلى الدكتوراه و بذلك يمكنه أن يكون داعما للوطن الذي وضع كل إمكاناته في خدمته.

أما الطالب المتفوق “محمد بن علي الميلاد” وهو الخريج الأول من قسم الموارد المائية في كلية الهندسة المدنية فذكر أن مسيرته العلمية كانت صعبة وشاقة لكنه وضع منذ الصغر نصب عينيه تحقيق هدفه والتفوق في دراسته في كلية الهندسة متسلحا بالثقة والتصميم والإيمان والمثابرة كأهم عوامل التفوق والنجاح.

وأكد “الميلاد” أن التفوق الدراسي لا يعتمد على ذكاء الطالب كما يعتقد البعض إنما هو عملية ممنهجة ومنظمة تتطلب العديد من التدابير والسلوكيات متحولة إلى ما يمكن وصفه بمنظومة متناسقة من ترتيب الأولويات واستخدام القدرات الذاتية وتوفير الظروف الأسرية المحفزة للوصول إلى القمة لافتا إلى أنه سيتابع دراساته العليا أملا بتحقيق أفضل مكانة علمية ممكنة.

من جانبه أشار الدكتور “أحمد مفيد صبح” رئيس جامعة البعث إلى أن الجامعة كانت حريصة على الاستمرار في مسيرة العلم والتعليم وتقديم كل ما يحتاجه الطلبة للوصول إلى أهدافهم رغم الصعوبات التي اعترت المسيرة العلمية في حمص جراء الإرهاب الذي عانت منه المدينة.

وبين “صبح” أن جامعة البعث تضم 11500 طالب وطالبة من مختلف الكليات كما تضم 20 كلية و4 معاهد تقانية وفيها العديد من الكليات الوحيدة على مستوى القطر ككلية السياحة وكلية الموسيقا وهي حريصة على متابعة كل جديد في مجال العلم والمعرفة.

من ناحيته أكد الدكتور “فايز سليمان” عميد كلية الهندسة المدنية في جامعة البعث أن هذه الكوكبة من الطلبة المجتهدين والمتفوقين ممن أتموا دراستهم الجامعية هم خير مثال لأصحاب الارادة و العزيمة ممن تحدوا كافة الظروف ليصلوا إلى هذه اللحظة منتقلين بعدها إلى مواقع العمل بذات الهمة والتصميم الذي عملوا به خلال هذه السنوات.

وبين “سليمان” أن الجامعة ككل و كلية الهندسة المدنية تحديدا بما فيها من هيئات تدريسية وإدارية حريصة دائما على العمل يدا واحدة من أجل إتمام رسالة العلم والتعليم و توفير أفضل الظروف العلمية للطلبة.

صبا خيربك

انظر ايضاً

إدارة العمليات العسكرية تنظم فعالية لتكريم ذوي الشهداء والجرحى في حلب