دمشق-سانا
انطلقت اليوم فعاليات البرنامج العلمي لمؤتمر الباحثين السوريين المغتربين 2021 الذي تنظمه الهيئة العليا للبحث العلمي تحت عنوان “نحو اقتصاد المعرفة” في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
وتتمحور جلسات المؤتمر الذي يستمر لغاية الـ 29 من تموز الجاري حول دور الباحثين السوريين في الوطن والمغترب من خلال عرض عدة أبحاث تستهدف مواضيع في التكنولوجيا الحيوية والنانوية والمعلومات والأنظمة الذكية.
ويرافق المؤتمر معرض يضم ملصقات علمية يشارك فيه باحثون من دمشق والمحافظات.
وفي كلمة له خلال الافتتاح أكد أمين المدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا إبراهيم شعيب أن المعرفة هي عامل أساسي في نمو وتمكين الثروة الوطنية وأداة لنمو الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة في كل البلدان ولا سيما التي تعرضت لأزمات وحروب منوهاً بما يميز المؤتمر هذا العام بمزجه بين الأسلوب التقليدي لعرض الأبحاث وبين بثها المباشر عبر العالم الافتراضي ما يسهم بتأسيس شراكات حقيقية بين الباحثين المغتربين في الخارج.
وشددت رئيس مجلس أمناء شبكة العلماء والتقانيين والمجددين والمبتكرين السوريين في المغترب “نوستيا” الدكتورة أيسر ميداني في كلمة مماثلة على أهمية الاقتصاد المبني على المعرفة مؤكدة أن انعقاد هذه المؤتمرات العلمية يسهم بتبادل وإغناء المعرفة والتجربة في سورية في ظل ما يشهده العالم من سباق إلى المعرفة.
بدوره قال مدير إدارة المغتربين في وزارة الخارجية والمغتربين باسم جمعان آغا: إن سورية بحاجة كل الجهود والطاقات الوطنية لعملية إعادة الإعمار ودفع العجلة الاقتصادية نحو الأمام في ظل ما تفرضه الدول المعادية من عقوبات اقتصادية قسرية أحادية الجانب على الشعب السوري لافتاً إلى أن أهمية المؤتمر تتجلى في تشبيك الطاقات العلمية الاغترابية مع الطاقات العلمية الوطنية.
مدير الهيئة العليا للبحث العلمي مجد الجمالي أوضح في تصريح لمندوبة سانا أن المؤتمر تحول بنسخته الثالثة هذا العام إلى ملتقى علمي سنوي تجتمع فيه العديد من العقول السورية للاطلاع على الدروس المستفادة وتجارب الدول التي تجاوزت أزماتها بمختلف أنواعها بفضل امتلاك العلم والمعرفة والتكنولوجيا التي هي ركيزة أساسية في صمود تلك الدول.
وأشار الجمالي إلى أن المؤتمر تميز بالمزج بين المحاضرات الفعلية الفيزيائية والمحاضرات الافتراضية وشهد حضوراً كبيراً من الباحثين بمحاور تكنولوجية مهمة حيث شارك فيه باحثون مغتربون من 17 دولة.
ولفت رئيس مجلس إدارة الجمعية السورية للمعلوماتية صلاح دوه جي في تصريح مماثل إلى أن انعقاد فعاليات المؤتمر بدمشق يتزامن بالوقت ذاته مع انعقاده في محافظة اللاذقية في مقر الجمعية السورية للمعلوماتية عبر البث المباشر للتشارك مع المهتمين والمتخصصين هناك مشيراً إلى ضرورة تعميم هذه التجارب في كل المحافظات لتوسيع دائرة المهتمين وتخفيف عناء السفر والتنقل وخاصة في ظل انتشار جائحة كورونا.
واعتبر دوه جي أن المؤتمر تميز هذا العام بارتفاع مستوى الأبحاث المشاركة مقارنة مع السنوات السابقة ووجود مشاركات متنوعة من مغتربين في ماليزيا والصين وروسيا والبرتغال وفرنسا وهنغاريا والنمسا.
وتخلل الافتتاح عرض فيلم تعريفي عن الأبحاث المقدمة للمشاركة في فعاليات المؤتمر والتي بلغت 84 بحثاً منها 28 بحثاً من المغتربين.
وتطرقت أبحاث جلسات اليوم إلى محاور التكنولوجيا الحيوية “لأربعة باحثين من أمريكا والسويد وبلجيكا وسورية” ولا سيما بما يخص أمراض تنكس العظام وداء السكري وأنماط الخلايا المناعية والتقانة الحيوية.
ويقدم معرض الملصقات العلمية المرافق لفعاليات المؤتمر 41 ملصقاً علمياً مع شروحات مفصلة على مدى ثلاثة أيام حيث قدم اليوم للمشاركين حسب معاون مدير الهيئة العليا للبحث العلمي عبد الكريم خليل 15 ملصقاً وفي اليوم الثاني سيطرح أمامهم 14 ملصقاً آخر وفي الثالث 12 ملصقاً.
وأشار خليل في تصريح لمندوبة سانا إلى أن الملصقات العلمية هي لمشاركين باحثين موفدين سواء من هيئة التميز والإبداع أو طلاب معيدين موفدين من قبل الجامعات السورية إلى الخارج.
المهندسة ديما سديم معيدة موفدة في كلية الهندسة التقنية من جامعة طرطوس أوضحت خلال تصريحها لـ سانا أن مشاركتها تضمنت ورقة بحثية عن تقييم الفعالية الحيوية المضادة لداء السكري في الزجاج المستخلص من نبات القنطارية في الطب التقليدي بسورية لافتة إلى أهمية المؤتمر بإتاحة الفرصة لهم لتبادل المعارف والخبرات.
حضر الافتتاح عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد شعبان عزوز.
منار ديب