حطيط: إعلان ما يسمى بـ” الدولة الإسلامية” يأتي في السياق الطبيعي للعدوان الأمريكي على المنطقة

بيروت-سانا
أكد العميد أمين حطيط الخبير العسكري الاستراتيجي اللبناني أن إعلان ما يسمى بـ “الدولة الإسلامية” من قبل المجموعات الإرهابية التي رعتها الولايات المتحدة الأمريكية نشأة وتوجيهاً وتمويلاً يأتي في السياق الطبيعي للعدوان الذي تشنه أمريكا على المنطقة منذ نحو ثلاثة عقود.
وقال العميد حطيط في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية اليوم تحت عنوان “ثمرة الفوضى الأمريكية..وهم دولة إرهابية لنشر الفوضى” إن “دولة الفوضى” التي أعلنها ما يسمى بـ” تنظيم دولة العراق والشام” الإرهابي مدعيا أنها “دولة إسلامية” هي في الحقيقة لا صلة لها بالإسلام من قريب أو بعيد فإسلامها هو الإسلام الذي صنعته لها أمريكا وأجهزة الاستخبارات الغربية إسلام التكفير والقتل والتهجير والتدمير ولذا تكون تسميتها الصحيحة “دولة الإجرام الإرهابي” منتج الفوضى الأمريكية.
وتابع” مع إعلان هذه الدولة الطرفة مع عجزها هذا عن أن تكون دولة حقيقية يطرح السؤال حول خلفية الإعلان والأهداف التي رمى إليها وتداعياته خاصة بعد تحديد خريطتها الأولية بما يتطابق مع خريطة حدود منطقة الفوضى الأمريكية المعلنة منذ عام 2006 بعد إضافة فلسطين المحتلة إليها”.
وأكد العميد حطيط أن الإجابة عن هذا السوءال تفرض أولاً العودة إلى الظروف التي قادت إلى “الإعلان الوهمي” مشيرا إلى أن أهم ما يميز المرحلة الحالية التي تشهدها المنطقة هو إخفاق أمريكي تراكمي لثلاثة عقود تقريبا وضعت الولايات المتحدة خلالها أكثر من خطة واعتمدت أكثر من استراتيجية بغية وضع اليد على المنطقة وإرساء النظام العالمي الأحادي القطب واضطرار أمريكا وقبلها ربيبتها إسرائيل إلى الخروج من مناطق الاحتلال في لبنان وغزة والعراق وأفغانستان ثم فشل أمريكا في إطاحة الدولة السورية وعجزها عن تحقيق الضربة القاتلة للمقاومة التي تنسب إليها معظم هزائمها وإخفاقها في تفكيك المحور الذي يعتمد ثقافة المقاومة ويرعاها وينشرها ضد المشروع الصهيوأمريكي.
وأوضح حطيط أن سلوكيات أمريكا التدميرية تجلت بأبشع صورها في سورية حيث رعت وأدارت الأعمال الإرهابية التي تفشت على أراضيها والتي تسببت بأفظع الجرائم والارتكابات في حق البشر والشجر والحجر فيها لكنها عجزت عن إسقاط الدولة وأخفقت في انتزاع قرارها المستقل فكانت الهزيمة الاستراتيجية للمشروع الأمريكي على الأرض السورية هزيمة من الحجم الذي فرض نفسه على الرئيس الأمريكي وأجبره على الإقرار به.
ورأى حطيط أنه في رصد وتحليل لإعلان مايسمى بـ” تنظيم دولة العراق والشام” الإرهابي التابع للقاعدة بـ” الدولة الإسلامية” نستطيع الوصول إلى تشكيل قناعة بأنه فعل لم يأت من فراغ بل يقع في سياق الخطة الأمريكية الرامية إلى نشر الفوضى التي تعول عليها أمريكا الآن من أجل إشاعة حالة الخوف والذعر في كامل المنطقة بما يجهض طاقاتها ويمنع اهتمامها بمشاكلها الحقيقية والأخطار التي تتهددها وفي طليعتها الخطر الصهيوني الجاثم في فلسطين بل يبرر الدولة اليهودية التي تريدها إسرائيل في مقابل وهم “الدولة الإسلامية”.
ودعا حطيط إلى إدراك أن المهمة الرئيسية باتت اليوم مواجهة “الفوضى الأمريكية” ما يستوجب عدم الانزلاق إلى ما تريده أمريكا من نظرية “الفوضى الهدامة” وأهم مدخل للمواجهة يكمن في التزام الموضوعية في النظر إلى الأمور والتعامل مع الحوادث والمكونات بأحجامها الحقيقية.

انظر ايضاً

فيتو روسي ضد مشروع قرار أمريكي ياباني بشأن منع نشر أسلحة نووية في الفضاء

نيويورك-سانا استخدمت روسيا حق النقض “فيتو” اليوم في مجلس الأمن الدولي لمنع تمرير مشروع قرار …