دمشق-سانا
وميض في جبال الأنديز تعالج أكثر من واقع اجتماعي يمتد بين الحياة الفردية والعائلية والاجتماعية إلى الهجرة وما يمكن أن تخلفه من سلبيات وإيجابيات بأسلوب سردي يحمل أكثر من حدث وأكثر من بطولة تعالجه بطريقة صعبة وفق تداعي الأحداث وتداخل الشخصيات دون أن تهمل التوازن الموضوعي في البدايات والنتائج.
بين فنزويلا وبيئة الكاتبة أحلام برجس أبو عساف تتحرك أحداث الرواية وتتكشف حالات يمكن أن يكون قد تعرض إليها كثير من الأشخاص في أزمنة متنوعة من الحب والغدر والخيانة والجهل والسعادة وهي في أشخاص مختلفة لكل واحد منهم سلوكه ونمط حياته الذي دفع تأثيره بالواقع في زمن كان الإنسان مضطراً للهجرة.
الأمل الذي كان في أعماق شيماء بطلة القصة تبدد وفقد بعد أن هجرت من موطنها لتتزوج وحيد وتتالت عليها الخيبات عندما رأت التناقضات الاجتماعية والأغلاط الحياتية التي يعيشها الأفراد بالغربة وقلة الوفاء التي اكتسبها وحيد وصدمت به شيماء لحظة وصولها إلى المطار فاقدةً أجمل ما كانت تحلم به بعد أن وجدت أن كل ما سمعت به من جماليات كان زيف ودجل ومراوغة.
الصدمات التي واجهتها شيماء أوقعتها بالمرض ثم عالجت الروائية حالات المرض خلال تداخل الشخصيات والحكايات التي سردتها كل شخصية عن واقع حياتها لتبين كيفية تعامل الطب النفسي من خلال الدكتورة أماليا مع شيماء وهي تحكي بطريقة الأنا السردية عن عادات وتقاليد بيئتها والعادات التي صادفتها والخيبات المتبادلة.
كما تطرح الروائية أبو عساف مشاكل الطلاق من خلال البطلة والخيانات والجرائم والتي سبيها اختلاط الجنسيات دون الاعتماد على تربية أخلاقية ما يسبب تناقض في العواطف وما ينبثق عن هذه العواطف من شوق وانزعاج وحب وغدر.
في رواية أبو عساف كثرت الشخصيات وارتبطت الأحداث بشخصية البطلة شيماء وكانت معظمها سلبية ما عدا سوزي الابنة الوحيدة التي خلفتها البطلة تفردت بالأخلاق وتنامت بالفضائل وحققت الحصول على التعليم والشهادات العليا وكانت نموذجاً أخلاقياً متقدماً في الرواية.
تبين الروائية أن كل بلدان الغربة وخاصة في الليل لا يمكن أن تشبه بلادها إلا بالنجوم فقط لتشير إلى جماليات لا تتكرر في موطن الإنسان وذلك بأسلوب روائي متماسك وحذر تسيطر عليه الخبرة والبناء السليم والحركة المتوازنة في تنسيق الأحداث برغم كثرتها.
الرواية الصادرة عن دار ظمأ في السويداء وتقع في 192 صفحة من القطع المتوسط تحمل رؤى وأفكاراً ناتجة عن تجارب واقعية تخللها الخيال في تكوين بناء الرواية.
محمد خالد الخضر