الجمع بين الواقع والخيال الخيار المفضل في قصص الكاتبة رنا السحار

دمشق-سانا

يأتي النص القصصي عند الكاتبة رنا السحار من صميم الواقع فتنهل من مشاهداتها لبيئتها وما يدور حولها ولكن بأسلوب يجنح للخيال والدهشة ما يجعل أدبها قريباً من الواقعية السحرية.

وتقول السحار في حديث مع سانا الثقافية “الواقع هو ما أحب أن أكتب عنه والسبب في ذلك أنه يلامس روح المتلقي ويترك أثره عليه مع إدخال عنصر التشويق والخيال”.

وتشعر السحار بالسعادة حين تسمع العديد من الأشخاص وقد أسرتهم شخصية معينة من شخوص قصصها لأنها حدثتهم عن أنفسهم وهنا يكمن برأيها الجمال الحقيقي حين يرى القارئ نفسه يحلق داخل القصة ويعيش جميع تفاصيلها حتى النهاية.

وتفضل السحار أن يمزج الأدب الواقع مع روح المتلقي فيجد نفسه داخل القصة حتى مع توظيف الخيال في الحبكة إذا كان يخدم النص مشيرة في هذا الصدد إلى قصتها (حلم) من مجموعتها القصصية الثانية (كوابيس وأقنعة) فيها تتلاقى الأرواح داخل الحلم ضمن انسجام جميل وهي خليط بين الواقع الملموس والخيال المحسوس.

وتؤكد السحار أن أفكار قصصها لا تأتي من فراغ بل تتكون من خلال قضية مطروحة اجتماعياً سواء كانت تجربة شخصية مباشرة أو غير مباشرة ويكون الدافع من تناول تلك القضية تقديمها للقارئ بطريقة قريبة يتضح من خلاله أسبابها ونتائجها وربما في بعض الأحيان طريقة حلها أو تجنبها فيشعر كل قارئ بأنها تمسه بشكل شخصي ويعيش داخلها وبين تفاصيلها وبهذا نكون قدمنا له شيئاً مفيداً وصل إلى قلبه.

وترى السحار أن الأدب القصصي لا يزال مهمشاً بعض الشيء ولم يأخذ نصيبه كالرواية والشعر متمنية أن يتاح للقصة أخذ حظ أوفر في المرحلة القادمة لأنها لا تقل شأناً عن سواها ولا سيما في ظل ما يعانيه عالم القصيدة من ازدحام وفوضى وتباين بالمستويات.

السحار التي شغلت الحرب مضامين العديد من قصصها تقول عن ذلك “لا بد أن نتطرق كأدباء سوريين لموضوع الحرب لأن الكاتب بشكل عام يبوح بما يخالجه من مشاعر وأثناء الحرب كانت مشاعر الجميع مؤججة لتخاطب وجع الناس فالشاعر نظم قصيدته والقاص نسج قصته والروائي عبر عن آلامه وآلام الناس كل في مجاله الخاص حتى في السينما والدراما”.

وحول تجربتها في كتابة القصة القصيرة جداً تشير إلى أن هذا الجنس الأدبي نوع حديث من الأدب الوجيز ويعتبر أصغر من القصة القصيرة وقد لا تتجاوز بضعة أسطر وأحياناً قد لا تكون أكثر من سطر واحد عبارة عن عنوان وشطرين مع المحافظة على علامات الترقيم وتقوم على الإيجاز والتكثيف والمفارقة والإيحاء والنهاية المباغتة.

وتتمنى السحار أن تأخذ القصة القصيرة جداً مكانها بين الأدب وخاصة مع وجود جمعية للأدب الوجيز والتي من شأنها أن تمنح لهذه القصة مساحتها بين هذا التنوع الجميل والمتناغم.

وتختم السحار حديثها بالتأكيد على أن المستقبل للكاتب المبدع في الشعر والقصة والرواية حيث لكل مبدع مجاله ومساحته الحرة في اختيار الحروف ونظمها على وتره الخاص.

وصدر لرنا السحار مجموعتان (أنثى الضجيج) وكوابيس وأقنعة) وشاركت بالعديد من الأنشطة والمهرجانات.

محمد خالد الخضر