السويداء-سانا
يقدم كتاب (باريس عاصمة عربية) الذي ترجمه الكاتب والرحالة عدنان عزام عن الفرنسية الكثير من الحقائق والمعلومات التي تكشف خفايا سياسة الغرب الاستعماري ومخططاته وأطماعه في المنطقة.
الكتاب الصادر في باريس عام 1995 لمؤلفه الصحفي الفرنسي نيكولاس بو ويقع في 125 صفحة من القطع المتوسط أضاف إليه عزام بعض الدراسات والتحليلات لكل من يسعى لفهم العلاقة بين الشرق والغرب.
وخلال حفل لتوقيع الكتاب استضافه قصر الثقافة في مدينة السويداء أوضح عزام لـ سانا أن الكتاب يتحدث عن مرحلة مهمة من تاريخ فرنسا ونظرتها العنصرية تجاه المثقفين العرب الذين وصلوا إلى جامعة السوربون بباريس منذ عام 1826 وفي مقدمتهم رفاعة الطهطاوي فضلاً عن ملايين المهاجرين الفقراء الذين تم إحضارهم عنوة من الأرياف المغاربية المستعمرة ليسهموا بإعادة بناء ما دمرته الحرب العالمية الثانية.
كما يظهر الكتاب وفقا لعزام إخفاق المثقفين العرب بتأسيس لوبي عربي فاعل سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وإنسانياً في فرنسا بوجود اللوبي المتصهين.
ويبين الكاتب عزام أن من يقرأ الكتاب ويتفحص ما بين سطوره سيجد دون عناء أن محنتنا السورية كانت تحاك وتنسج في باريس ولندن قبل أعوام مشيراً إلى أهمية قراءة وفهم مدلولات الكتاب وغيره لمعرفة العقل الغربي والتصدي لمشروعه الاستشراقي الرامي لإبقاء السيطرة على الشرق.
الوزير الأسبق المهندس رافع أبو سعد عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الذي قدم للكتاب إلى جانب الدكتور مهدي دخل الله رأى أن الكتاب يعرض الواقع العربي والعلاقات مع فرنسا ويؤرخ الكثير من الأحداث الجديرة بالاهتمام ويكشف سعي بعض الساسة الفرنسيين للسيطرة على منطقتنا تحت شعارات الحرية والإخاء والمساواة.
من جهته لفت الباحث الدكتور منصور حديفي رئيس فرع جامعة بالسويداء السابق إلى أن الكتاب عبارة عن تحقيق حول التواجد العربي في فرنسا ويتطرق عبر شخصيات من رجال أعمال وسياسيين ومتطرفين متناولاً العلاقات السرية لهؤلاء مع السلطات الفرنسية مع تقديم شرح واف للتاريخ الاستعماري الفرنسي وللسياسات العربية للرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول ومواجهتها من قبل اللوبي الصهيوني.
بدوره أشار الدكتور والباحث فايز عزالدين رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بالسويداء السابق إلى أن مؤلف الكتاب يظهر الحالة الاستعمارية التي طغت على الادعاء الفرنسي بأنه بلد الحضارة والثقافة والحرية المبنية على أساس نفاقي ويستعرض تاريخ القنوات التواصلية والتفاعلية بين فرنسا والعرب.
يشار إلى أن الرحالة والكاتب عزام من مواليد السويداء ارتحل عبر العالم في سن 24 عاماً على صهوة جواده خلال 1300 يوم وحاصل على الإجازة في الحقوق من جامعة دمشق وعلى شهادة الماجستير في الصحافة من المدرسة العليا للصحافة في باريس وعضو في اتحاد الكتاب العرب وصدر له العديد من الكتب والترجمات وأنتج وأخرج أفلاما وثائقية فضلا عن قيامه برحلة (سورية العالم) على صهوة جواده في عام 2019.