الشريط الإخباري

طائر الزرزور المهاجر في سماء دمشق

دمشق- سانا

في التاسع والعشرين من الشهر الجاري وفي تمام الساعة الرابعة بعد الظهر غطت أسراب طائر الزرزور سماء منطقة البرامكة وامتلأت أشجار التكية السليمانية وجامعة دمشق بآلاف الطيور التي كانت تحط وتطير بمنظر لفت أنظار المارة والغريب بالأمر كما يقول الدكتور دارم طباع مدير مشروع حماية الحيوان في سورية هو طريقة طيران هذه الطيور فهي لا تطير منفردة بل في جماعات كبيرة جداً قد تغطي المكان الذي تطير فوقه وطالما حيرت أشكال أسراب هذه الطيور المراقبين بغرابتها وتنوعها وكثافتها وسرعة تغيير أشكالها، وقد يعود ذلك بفضل مساحات الظل والضوء التي تتخلل السرب أثناء طيرانه.2

وأضاف طباع أن طيور الزرزور تتجمع عادة بالآلاف وقت الغروب أثناء هجرتها في بعض مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط ومنها سورية، وتتحرك في وقت واحد، واتجاه واحد، وبسرعة.
هذه الظاهرة إحدى غرائب الطبيعة التي يدرسها العلماء للتعرف على أسرارها، حيث ينجذب كل طائر إلى مساحة الضوء المتاحة، والتي تتغير نتيجة تغير حركة وزاوية طيران رفاقه وتمنحه أكبر كم من المعلومات عن بقية السرب ما يكون سربا متلاحما يتحرك ككتلة واحدة.

وأشار الطباع الى ان العلماء يعتقدون أن الهدف من هذه الحركة المتناغمة هو تجنّب مهاجمة الطيور الجارحة للأسراب، وهذا ما تمت ملاحظته في سماء روما حيث تمكنت أسراب الزرزور المتكاتفة من دحر صقر حاول التهام وصيد عدد منها، لذا يحافظ السرب مع ديناميكية حركته على الكثافة المثالية التي تجعله في موقع القوة والدفاع عن السرب من خلال تنظيم الطيران للوصول إلى حالة من العتامة الحدية التي تتخللها مساحات من الضوء بسبب تغير زاوية طيران كل فرد من أفراد السرب وموقعه.

وطائر الزرزور هو من عائلة ستورنيدا ورتبة الطيور الجاثمة.. تآلف على العيش في الغابات والحدائق والأحراج في المناطق المعتدلة، ويوجد بكثرة في أوروبا، وآسيا، ومن افريقيا الشمالية حتى أمريكا الشمالية وافريقيا الجنوبية واستراليا، ونيوزيلندا.

وبين الطباع أن طول ذكر الزرزور يصل إلى 7 سنتمترات تقريباً ولهذا الطائر ريش أسود اللون براق، ويكسب في الشتاء بقعاً كثيفة ومائلة إلى اللون الأبيض وخاصة في الأنثى أما المنقار فهو أصفر اللون في الصيف وبني مائل إلى اللون الرمادي في الشتاء، وعموماً فإن جسمه منضم مع ذيله.

وتشاهد الزرازير غالباً ضمن أسراب كبيرة تغزو المدن والحقول، حيث تمضي فصل الشتاء، وهي تقتات بالمواد الحيوانية والنباتية ويعيش الزرزور ضمن أزواج منعزلة على شكل مستعمرات، ويتخذ عشه في تجاويف الأشجار والجدران، والمنحدرات الصخرية، وفي الأعشاب القصيرة، وتضع الأنثى في موسم التكاثر بين أربع وتسع بيضات يحضنها الأبوان ويطعمانها خلال هذه الفترة حتى تصبح قادرة على الاعتماد على نفسها.

ويتغذى الزرزور على كل من الآفات الحشرية والمفصليات الأخرى ويشمل نطاق طعامه العناكب، والرعاشات، والعث، وذبابة أيار، واليعاسيب، والذبابة السيدة، والجراد وأبو مقص، والذباب المكدس، والخنافس، والنحل، والدبابير والنمل، وهي تستهلك البالغين واليرقات، كما أنها تتناول ديدان الأرض، والقواقع، والبرمائيات الصغيرة، والسحالي ويمكنها أيضا تناول الحبوب، والبذور، والفواكه، والرحيق، وفضلات الطعام إذا ما سنحت الفرصة.

وعلى الرغم من اعتبار الزرزور من الطيور الضارة المدخلة إلى القارة الأمريكية إلا أنه وبلا شك من الطيور الهامة للتوازن الحيوي في مناطق وجوده وهجرته الاعتيادية حيث يساهم بأعداده الهائلة في تخليص الأجواء والمناطق الزراعية من الكثير من الحشرات التي لو بقيت بأعدادها الطبيعية لسببت اختلالاً في التوازن الحيوي من جهة وانتشار العديد من الأوبئة البشرية والحيوانية والزراعية من جهة ثانية.

عماد الدغلي