دمشق-سانا
رأى الأديب رامي جميل القاضي أن أي نتاج فكري أو إبداعي هو حالةٌ من الفيض الحسي والروحي الناتج عن تراكمات من كبت في تفريغ المشاعر وتختلف الحالة بين شخصٍ وآخر فهناك من يفرغ طاقته بالصراخ وهناك من يفرغ طاقته بالأدب أو الموسيقا.
وبين القاضي في حديث لسانا الثقافية أنه ليس من المعيب النظر إلى الأدب أو الفن من باب النفعية المادية فالكاتب أو الفنان فرد من المجتمع يمتلك احتياجات لا يمكنه الاستمرار دون تحقيقها إلا أن السعي وراء الربح لأجل الربح فقط ودون الأخذ بعين الاعتبار جودة ورقي ما يقدمه الكاتب أو الفنان هو مسألةٌ تسهم في هبوط المستوى الأدبي والفني ويؤسس لنمط استهلاكي لا يساعد التطور والحداثة في شيء.
وتابع القاضي أنا لا أحبذ المقارنة بين الروايتين اللتين كتبتهما فلكلٍ منهما أسلوبٌ خاص له هواته ومعجبوه إلا أن رواية لقد أحببت ظلاً امتلكت عنصر الجذب فكل من قرأ الصفحة الأولى فيها كان لا بد له أن يكمل قراءتها حتى النهاية وأن لم يكن من هواة القراءة أما “بروباغاندا” فهي روايةٌ محكمة امتلأت بالنصائح والعبر فكان لها هواتها الكثر أيضاً وفي النتيجة كلاهما يهدف إلى بناء مجتمع صحيح والقارئ والمتلقي هو الأساس في الحكم.
من الصعب جداً عدم التأثر بأحد لأن الكاتب هو عبارة عن قارئ قام بتطوير نفسه بمجموع ما قرأه لكن يبقى الإبداع هو أن يكتب الكاتب بأسلوبٍ يُظهر فيه اختلافه عن الآخرين ولا يمكنني أن أحدد ما إذا كان لطفولتي علاقةٌ بما وصلت إليه اليوم إلا أنه لكل مرحلةٍ من حياة الإنسان أثرها الخاص في مراحل حياته الأخرى.
ولفت القاضي إلى أن أي عمل أدبي يحمل انعكاسات اجتماعية تعبر عن واقع معين ولا بد للأديب من تقديم هذا الواقع بشكل مبتكر ليؤثر بالآخر ويقدم ما هو مفيد وما يعجز عنه الآخر.
يذكر أن الأديب رامي القاضي يجمع بين الأدب الساخر والواقع والخيال ومن روايته بربوغاندا وغيرها.
محمد خالد الخضر