الشريط الإخباري

موسكو تكسر الاحتكار الأميركي..!- بقلم أحمد ضوا

أصيبت ما تطلق على نفسها «المعارضة الخارجية» المرتهنة للدول التي تقود الحرب الإرهابية على سورية بحالة من الجنون الهستيري جراء نجاح الدبلوماسية الروسية في كسر الجليد بين الشخصيات المعارضة التي اجتمعت في العاصمة الروسية من جهة,

وبين هذه الشخصيات ووفد الجمهورية العربية السورية من جهة أخرى, وما أسفر عنه من الحديث عن مسار حواري تعمل الحكومة السورية على أن تعقد خواتيمه في دمشق أو أي مدينة سورية أخرى.‏

لفهم جنون «المعارضة الخارجية» أو «الائتلاف وتوابعه» من النجاح في موسكو, يجب العودة إلى الحملة السياسية والإعلامية التي سبقت اللقاء التشاوري والتي هدفت إلى إفشال عقد هذا المؤتمر, ولكن ما حصل بالضبط هو العكس, الأمر الذي قرأته هذه المعارضة المرتهنة لأعداء الشعب السوري تغييرا بدأ يتشكل في أروقة المجتمع الدولي, يضعها أمام وضع جديد يقودها للمزيد من التشتت والتفكك إلى درجة التلاشي نهائيا.‏

هذه «المعارضة الخارجية» كانت مقتنعة بأن أميركا قادرة على إفشال لقاء موسكو, وأنها ستقوم بذلك, ولكن الواقع أن واشنطن إما أنها عجزت عن تحقيق أمل هذه المعارضة أو أنها تجري تقييما إجباريا للوضع في الشرق الأوسط كان الدافع له صمود محور المقاومة, وفشل الأدوات الارهابية لأميركا في المنطقة وغيرها من إسقاط الدولة السورية, وكسر شوكة الجيش العربي السوري الذي أذهل العالم في صموده أمام حرب من نوع جديد.‏

وكذلك ما أثار حفيظة هذه «المعارضة الخارجية» هو الصمت الذي لف الإدارة الأميركية إزاء ما أسفر عنه لقاء موسكو التشاوري, الأمر الذي عمق من أزمتها وترك الباب مفتوحا أمام تطورات دراماتيكية متسارعة تنتهي فيها أدوار هؤلاء العملاء, ومقدمات ذلك بدأت مع تجاهل واشنطن وعواصم أخرى الاستجابة لاستجداءات «الائتلاف» بمنع شخصيات من المعارضة تقيم في الخارج من حضور لقاء موسكو على الرغم من إمكانية القيام بذلك وخاصة أولئك الذين لديهم أضغاث أحلام بنسف تاريخ سورية الحضاري.‏

عوامل كثيرة أسهمت في نجاح الدبلوماسية الروسية بكسر الجليد في لقاء موسكو التشاوري.. وأولها حرص الحكومة السورية على إيجاد حل سوري سوري للأزمة, والدور الروسي الهادف فقط الى إنهاء الأزمة حرصا على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي, إضافة إلى توفير القيادة الروسية أجواء إيجابية وترك المتشاورين يبحثون عن حل يصب في مصلحة الشعب السوري دون التدخل في أي تفصيل إلا ما يخدم إنجاح هذا المسار.‏

وانطلاقا من هذا الواقع, يخطئ من يعتقد أن واشنطن كانت حيادية تجاه لقاء موسكو, ولكنها عاجزة عن إفشاله وهي أمام حائط مسدود مع معارضين تدعمهم بالسلاح والمال والإعلام, لديهم العديد من الولاءات ولا هم لهم إلا مصالحهم الشخصية, وغير قادرين على ضبط التنظيمات الإرهابية التي يدعمونها أي لا «يمونون» على أحد, وكل واحد منهم يمثل نفسه فقط, وهناك من يرى أن الولايات المتحدة تتغير بشكل تدريجي, وهي تخلت عن العديد من شروطها, ويعتبر أن صمتها على لقاء موسكو يحمل بين طياته الرضا, وتأكيد ذلك يجب أن يقترن بمواقف تصب في إنجاح هذا المسار لا العمل إلى إفشاله.‏

إن نجاح موسكو في تنظيم اللقاء بين شخصيات من المعارضة ووفد سوري دليل على تقدم دورها في العالم, واستمرارها على هذه الوتيرة من شأنه دفع السوريين لإيجاد حل سوري لأزمتهم وكسر الهيمنة الأميركية إلى غير رجعة, وكما كانت الأزمة في سورية سببا لبروز سياسة دولية متوازنة, ستشكل هذه الأزمة قواعد جديدة لحل الأزمات والقضايا الدولية.‏

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

الصربي ديوكوفيتش إلى نهائي فردي التنس بأولمبياد باريس 2024

باريس-سانا تأهل الصربي نوفاك ديوكوفيتش إلى نهائي فردي التنس في أولمبياد باريس 2024 إثر فوزه …