سبع سنوات على جريمة احراق الطفل أبو خضير .. ونار الاحتلال الإسرائيلي مستعرة بحرق الطفولة الفلسطينية

القدس المحتلة-سانا

تصادف اليوم الذكرى السنوية السابعة على اختطاف وتعذيب الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير وحرقه حياً على يد مستوطنين إسرائيليين ورمي جثته في أحراش قرية دير ياسين غرب مدينة القدس المحتلة في واحدة من أبشع الجرائم التي تعكس همجية الاحتلال وممارساته الإرهابية بحق الفلسطينيين .

ففي فجر الرابع من رمضان الموافق 2 تموز عام 2014 أقدم ثلاثة مستوطنين على اختطاف الطفل أبو خضير 16 عاماً من أمام منزله في قرية شعفاط شمال القدس المحتلة واتجهوا به إلى الأحراش وهناك قاموا بتقييده وتعذيبه وإجباره على شرب البنزين ثم أضرموا النار فيه وهم يرقصون ويعزفون الموسيقا ويتلذذون بالنظر إلى احتراق الشهيد.

النار التي أضرمها الصهاينة بجسد أبو خضير أشعلت انتفاضة عارمة في عموم الأراضي الفلسطينية سميت حينها بـ “هبة الشهيد محمد أبو خضير” كما لاقت استنكاراً دولياً عارماً ومطالبة بمعاقبة ومحاسبة متزعمي الاحتلال على جرائمهم ضد الأطفال الفلسطينيين كما ألهمت قصته المفكرين والشعراء ليجسدوها في رواياتهم وفنونهم.

حادثة حرق الشهيد أبو خضير ليست حدثاً شاذاً في تاريخ المستوطنين الإسرائيليين فمنذ إقامة كيان الاحتلال اعتمد الصهاينة على سلاح الحرق سلاحاً أساسياً في القتل والتهجير كما حصل في محرقة طيرة حيفا في الـ25 من تموز 1948 عندما أقدمت عصابات “الهاغانا” على حرق عشرات الفلسطينيين أحياء وصولاً إلى حرق عائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس نياماً بعد عام واحد من حرق الطفل أبو خضير.

وفي سجل مجازر الإحراق استخدمت قوات الاحتلال القنابل الحارقة والفوسفور الأبيض في قصف قطاع غزة بين عامي 2006 و 2014 ما تسبب في استشهاد وحرق عشرات الفلسطينيين ومعظمهم من الأطفال.

المقدسات الفلسطينية لم تسلم هي الآخرى من جرائم الحرق ففي عام 2006 أقدم مستوطنان على حرق كنيسة البشارة في الناصرة شمال فلسطين وفي عام 2010 أحرق مستوطنون كنيسة تاريخية في شارع الأنبياء غرب القدس وتم إحراق الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية بالقدس عام 2015 إضافة إلى حرق مسجد في قرية المغير شرق رام الله ومسجد قصرة في نابلس عام 2011 ومسجد عقربا جنوب شرق نابلس في عام 2018.

الحاخام بنتسي غوبشتاين الذي يرأس منظمة “لاهافا” الإرهابية أعلن تأييده لحرق دور العبادة والمقدسات الفلسطينية وهو ما يكشف حقيقة سلطات الاحتلال التي تسهل وتدعم جرائم المستوطنين كما حصل في حادثة إحراق المسجد الأقصى عام 1969 وحرق أثاث المسجد الابراهيمي في الخليل قبل أيام من ارتكاب المجزرة بحق المصلين الفلسطينيين عام 1994.

ومن جرائم الإحراق التي ينفذها الاحتلال ومستوطنوه إحراق المحاصيل الزراعية للفلسطينيين وحرق مركباتهم وممتلكاتهم وخاصة في القرى القريبة من البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية.

وجرائم الاحتلال ضد الطفولة الفلسطينية سلسلة لا تكاد تنتهي ففي عدوانه الأخير على قطاع غزة استشهد 67 طفلاً ويقبع في معتقلاته أكثر من 470 طفلاً فلسطينياً في انتهاك صارخ لكل المواثيق والقوانين الدولية.

فهمي الشعراوي