واشنطن-سانا
رغم كل التحذيرات التي تطلقها جهات عدة من خطورة انتشار المخدرات وآثارها تستمر الولايات الأمريكية في إصدار قوانين تشرع تعاطيها بذرائع وحجج مختلفة.
وأمس أصبحت ولاية كونيتيكت الأمريكية الولاية الـ 18 التي تشرع تعاطي أحد أخطر أنواع المخدرات وهو مخدر الماريغوانا للاستخدام الترفيهي للبالغين حيث وقع حاكم الولاية نيد لامونت مرسوماً بهذا الصدد مبرراً ذلك بأنه “سيساعد في التعامل مع الآثار الاقتصادية والاجتماعية السلبية لسياسات الحرب على المخدرات”.
وقال لامونت في بيان له: “خلال العقود كانت الحرب على القنب تتسبب بانعدام العدالة وأدت إلى ظهور عدم المساواة بينما لم تثمر عن نتائج كبيرة للصحة العامة والأمن” مشيراً إلى أن هذا الإجراء الذي اتخذه “سيزيد أيضاً من قدرات كونيتيكت التنافسية في مجال الاقتصاد” مضيفاً إن “سياسة تنظيم التعامل مع القنب بدلاً من تجريمه أثبتت أنها أكثر فاعلية”.
ومن المتوقع أن يعفي المرسوم الذي سيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من تموز المقبل العديد من الأشخاص من تهم جنائية كثيرة متعلقة بالمخدرات وسيضع آلية لتنظيم تعاطي هذا المخدر.
يذكر أن الماريغوانا التي لا تزال محظورة بموجب القانون الفيدرالي في الولايات المتحدة تم تشريعها للاستخدام الترفيهي في 17 ولاية وللاستخدام الطبي في 36 ولاية أمريكية.
وسبق أن وقع حاكم ولاية نيويورك الأمريكية في مطلع نيسان الماضي قانوناً يشرع تدخين الماريغوانا في الأماكن العامة وذلك لأغراض ترفيهية لتنضم الولاية إلى ولايات أخرى سبقتها تتيح للبالغين تدخين الحشيشة.
وينضم تشريع تعاطي المخدرات إلى تشريع حق حيازة السلاح لجميع أفراد المجتمع ضمن تنفيذ تعاليم الليبرالية الحديثة لتكون النتيجة عشرات آلاف الضحايا في سياق ما يصفه المحللون بـ “الحرية الأمريكية القاتلة”.
وسبق للعديد من المصادر في الشرطة الأمريكية أن حذرت من مخاطر تشريع هذه الآفة حيث وصفها مصدر في شرطة نيويورك بأنها “كارثية على السلامة العامة ونحن نقول دائماً إن المخدرات تعادل الأسلحة”.
وتسبب الإدمان على المخدرات وتعاطي جرعات زائدة منها بمقتل أكثر من 700 ألف أمريكي ما بين عامي 1999 و2017 بحسب الإحصاءات الرسمية فيما أظهرت إحصاءات نشرتها مواقع أمريكية عدة أن أعداد الوفيات المرتبطة بتعاطي المخدرات والعقاقير التي تسبب الإدمان في الولايات المتحدة تضاعف أربع مرات منذ عام 1990 في حين بلغ متوسط عدد الأمريكيين الذين يعانون من نوع ما من الإدمان 21 مليوناً بينهم 10 بالمئة لا يتلقون أي علاج يساعدهم لتجاوز هذا المرض الاجتماعي.
كل هذه الوقائع تظهر تفشي هذه الظاهرة على نحو متسارع في المجتمع الأمريكي تحت لافتة الحريات الفردية المنفلتة من أي قيود والتي تمنحها الليبرالية الحديثة للأفراد وكل ذلك بضغط من لوبيات الشركات الكبرى التي تحصد المليارات من وراء السماح بتعاطي المخدرات.
وليد محسن