S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
ما تزال التجربة الشعرية السورية الشابة في إطار البحث عن الذات وصناعة خطها الخاص وفق رؤى كثير من النقاد والباحثين رغم إشادتهم لما فيها من حداثة وتجديد على صعيد الشكل والمضمون.
هذه الآراء وغيرها استعادها النقاد الذين شاركوا في ندوة دراسة نقدية أقامها المركز الثقافي العربي في أبو رمانة اليوم حول مجموعة “برتقال أسود” التي صدرت مؤخراً للإعلامي والشاعر علي الدندح التي حضرها عدد من الأدباء.
الشاعر والناقد أمير سماوي وجد في مداخلته أن القصيدة الحالية اتجهت إلى المخيلة والتكثيف ولكنه الشعر الحديث عموماً يعاني برأيه عموماً من نقص حقيقي في امتلاك البنيان اللغوي والمعرفة الكافية والقادرة على بناء الواقع فأصبحت أقرب للمتاهات وللهذر معتبراً أن الشاعر الدندح وفق في صهر عاطفته بنصه وشحنه بالعاطفة وظل بنصوصه مسنوداً لبيئته الفراتية ما أعطاه القدرة على الاندفاع التعبيري وللتميز في قصائده المنثورة أكثر من الموزون والتفعيلة.
وعبر مداخلة بعنوان برتقال أسود في أفق التشكيل الشعري رأى الناقد أحمد هلال أن الشاعر الدندح ينتمي لجيل الألفية الجديدة وللحساسية الشعرية المعاصرة وأنه بمجموعته هذه يسجل محاولة جدية الى الحداثة بإطار تجريبي ويقدم قصيدة تنتمي لواقعها أكثر من انتمائها له.
ومن الحضور قدم الشاعران محمد حسن العلي والدكتور أسامة حمود والناقد عمر جمعة مداخلات تطرقت إلى ما جاء به النقاد وإلى حضور البيئة في قصائد الشعراء الفراتيين وتطور الوعي الشعري عند الدندح وضرورة التمييز بين الغنائية والموسيقا الداخلية.
وقرأ الشاعر الدندح بعضاً من نصوص مجموعته ومنها قمر القرية عن طفولته في ريف الحسكة وبطاقة حزن لرحيل استثنائي وأهداها للشاعر الراحل عبد الناصر الحمد مبيناً أن عنوان مجموعته استمده من تقليد سوري قديم عرف به السريان بمنطقة الحسكة في وضع برتقالة اسودت في يد الإنسان عندما يموت.
سامر الشغري
