دمشق-سانا
تنطلق وزارة التعليم العالي في خطتها للمشافي التعليمية الجامعية للعام الجاري من أولوية توفير الخدمات الطبية لجميع المراجعين والتعامل مع الضغط المتزايد الذي فرضته الأزمة بالتوازي مع مواصلة دورها التعليمي والتدريبي وتأمين بنى تحتية تضمن استمرارية عملها في هذه الظروف.
وفي تصريح لـ “سانا” بين معاون وزير التعليم العالي للشؤون الصحية الدكتور “حسن الجبه جي” أن الوزارة تعمل باستمرار من أجل تطوير نوعية ومستوى الخدمات العلاجية والتشخيصية التي توفرها منظومة المشافي الجامعية التعليمية في ضوء الإقبال والضغط الكبيرين عليها جراء الأزمة وخاصة في محافظات دمشق واللاذقية وحلب وبما يحافظ على دورها الأكاديمي والبحثي.
وكشف الدكتور “الجبه جي” أن خطة العام الجاري تتضمن تركيب عدد من محطات توليد الأوكسجين الطبي في مشافي “الأسد الجامعي والمواساة والأطفال بدمشق وجراحة القلب والأوعية الدموية والتوليد بحلب” بما يضمن تأمين الأوكسجين على مدار الساعة لغرف العمليات وحواضن الأطفال وصولا إلى تركيب هذه المحطات في معظم المشافي التعليمية بحلول عام 2016 علما أنه تم تركيب أول محطة توليد أوكسجين في مشفى الأسد الجامعي باللاذقية خلال الشهر الجاري باستطاعة 18 مترا مكعبا بالساعة وبنقاوة 95 بالمئة وتكلفة 60 مليون ليرة سورية.
وبالنسبة للمخزون الدوائي في المشافي أوضح معاون وزير التعليم العالي للشؤون الصحية أنه تم وضع قائمة بالأدوية الإسعافية والطارئة أرسلت إلى وزارة الصحة لتقوم بدورها بتأمينها بشكل مستعجل من خلال مؤسسة التجارة الخارجية “فارمكس” بما يسد حاجة المشافي لثلاثة أشهر على الأقل.
وقال .. “إن خطة العام الحالي تتضمن أيضا تفعيل أقسام الإسعاف الجراحي في مشفيي الأسد الجامعي والأطفال بدمشق مع العمل على انجاز التوسعات الجارية في مشافي “الأسد الجامعي وجراحة القلب والتوليد” وتوسيع الملاك التمريضي والطبي بهدف رفع الطاقة الاستيعابية وتخفيف الضغط وتقليل وقت الانتظار وإجراء أكبر عدد ممكن من العمليات”.
وفيما يخص تفعيل الجانب البحثي في المشافي كشف الدكتور “الجبه جي” أنه سيتم تشكيل لجان علمية مهمتها دراسة الحالات السريرية والجراحية النادرة والحالات التي تحدث فيها اختلاطات بغية سد الثغرات وتلافي الأخطاء بما يعزز عملها تدريبيا وبحثيا مع العمل على إقامة مؤتمرات وندوات وورشات عمل وأيام علمية بهدف تدريب طلاب الدراسات العليا والكادر التمريضي.
وأكد معاون وزير التعليم العالي للشؤون الصحية جهوزية المشافي الجامعية من خلال المتابعة المستمرة عبر إلزام إدارتها برفع تقرير يومي عن حركة الدخول والخروج وعدد مراجعي الإسعاف والعيادات والبنى التحتية والحالة الفنية للتجهيزات وتوافر الأدوية والوقود وعبر تنظيم جولات ميدانية مفاجئة من قبل الإدارات والوزارة.
وأشار الدكتور “الجبه جي” إلى أن أقسام الاسعاف في المشافي بحالة جهوزية تامة مبينة أنها استقبلت خلال العاصفة الثلجية 2571 حالة في محافظات دمشق وحلب واللاذقية وأن الوزارة تؤكد على الدوام ضرورة إتباع قواعد اللباقة والاحترام في التعامل مع المرضى وتقديم الدعم النفسي لهم إلى جانب الرعاية الطبية المرجوة.
وقدمت المشافي التعليمية الجامعية التي يبلغ عددها 14 موزعة على محافظات دمشق وحلب واللاذقية خلال العام الماضي نحو 5ر6 ملايين خدمة طبية متنوعة ضمنها 86 ألف عملية جراحية مختلفة أما عدد المرضى المقبولين في المشافي فبلغ 189 ألفا مقابل مليون مراجع للعيادات الخارجية والإسعاف.
وتضم المشافي التعليمية الجامعية نحو 4 آلاف سرير و106 غرف عمليات و60 غرفة عناية مشددة بـ181 سريرا و52 مخبرا ويعمل فيها 1120 من الأطباء والاختصاصيين من أعضاء الهيئة التدريسية والمتعاقدين فيما يبلغ عدد الكادر التمريضي 3911 ممرضة وممرضا.
وتؤدي المشافي الجامعية إلى جانب دورها الخدمي والعلاجي دورا تدريبيا وبحثيا من خلال تدريب وتأهيل طلاب الدراسات العليا في كليات الطب الذي يبلغ عددهم 2273 طبيبا وطبيبة يقدمون خدمات كبيرة من خلال عملهم التدريبي والتزامهم بالمناوبات.