مع بداية موسم إنتاجه… قمر الدين منتج سوري فاخر وقيمة غذائية وطبية عالية – فيديو

دمشق-سانا

تتفرد سورية بمنتجات زراعية فاخرة من بينها “قمر الدين” الذي تبدأ عملية انتاجه في الشهر السادس من كل عام بعد نضوج ثمار المشمش لتقدم للعالم منتجا متميزا أثبت على مدار مئات السنين أنه يتمتع بقيمة غذائية وطبية عالية عدا عن المذاق اللذيذ للشراب الذي يقدم على الموائد في أي وقت من العام ولا سيما خلال أيام شهر رمضان المبارك.

تعزيز صحة الجهاز الهضمي وزيادة مناعة الجسم وإمداده بالطاقة وحماية القلب من الأمراض والوقاية من فقر الدم والالتهابات ونقص الحديد وتقوية العظام والأسنان وتحسين نضارة البشرة والشعر وتعويض الجسم بالفيتامينات جميعها من الفوائد المباشرة التي يمنحها “قمر الدين” وفق خبير التغذية الدكتور ياسر زينب الذي شدد في تصريح لـ سانا على ضرورة عدم الافراط في تناوله رغم كل فوائده كي لا يتسبب بزيادة الوزن أو رفع مستوى السكر في الدم أو إحداث أي مشاكل هضمية أخرى.

وتعددت الروايات حول تسمية قمر الدين بهذا الاسم فبعضها يقول إن التسمية تعود الى اسم مخترعه وبعضها الاخر يقول إنه حين صنع قمر الدين للمرة الأولى تزامن موسم المشمش في ذلك العام مع رؤءية القمر ببداية شهر رمضان لكن المؤكد أن تسميته انطلقت من الشام الموطن الأصلي لإنتاجه منذ مئات السنين وارتبطت بثقافة أهلها منذ ذلك الزمان.

وانتشرت صناعة قمر الدين الذي يتم تناوله في الغالب كشراب وفي بعض الأحيان كحلوى في بلدان أخرى لكن قمر الدين السوري الذي تتم صناعته في دمشق وريفها لايزال هو الأفضل حيث تنمو في سورية مجموعة متنوعة من أشجار المشمش الأكثر ملاءمة لصناعة قمر الدين ولا سيما في غوطة دمشق عدا عن المناخ المناسب الذي تحتاجه صناعة قمر الدين وفق المهندس محمد جاويش الذي يمتلك مع عائلته احدى منشآت صناعة قمر الدين في بلدة شبعا بريف دمشق.

جاويش تحدث لـ سانا عن مراحل إنتاج قمر الدين مبينا أن أولى المراحل تبدأ باستلام المشمش الناضج من الفلاحين ثم يوضع في آلة لغسله بالماء وتنقيته من الأوراق والعيدان العالقة واستبعاد الحبات التالفة ثم يتم فرز المشمش في صناديق وفق أوزان محددة يتم نقلها إلى غرفة التبخير لمدة تتجاوز 24 ساعة بعد تعقيمها بمادة “زهرة غاز ثاني أكسيد الكبريت” لتصبح الثمار جاهزة للعصير.

وأوضح جاويش أنه في المرحلة التالية توضع حبات المشمش في مساحات مخصصة لها لتقوم آلة اسمها “الشاروق” بسحب حبات المشمش إلى آلة الفرازة التي تفصل المشمش عن بذرته لتأتي بعدها مرحلة التنقية وتفرز القشرة الخارجية عن حبة المشمش ومن ثم وضعها في آلة تسمى “الخفاقة” وهنا تتم إضافة القطر الصناعي “الجليكوز” مع بعض السكر ليتم الانتقال إلى مرحلة التنعيم والتصفية من خلال آلة شبيهة بالغربال تكون ثقوبها أقل من 1 ملم ثم تنقل المادة لسكبها على ألواح خشبية معقمة ويتم دهنها بالزيت وبعدها تجفف تحت أشعة الشمس لعدة أيام حيث تزن كل قطعة حوالي 400 غرام ثم تلف بورق النايلون وتنقل إلى المستودعات للتبريد حيث يتم تقطيعها بأحجام مختلفة وفق طلب السوق لسد حاجة السوق المحلية وتصدير الفائض.

أما بالنسبة لبذور المشمش فتتم الاستفادة منها بعدة طرق حيث يتم تجفيف البذرة لعدة أيام ثم تكسر بالآلة لإخراج النواة الداخلية التي تستخدم في انتاج بعض الكريمات ومواد التجميل ومواد صيدلانية أخرى أما الغلاف الخارجي فيستخدم في إنتاج مادة الفحم وفق جاويش.

كل المراحل السابقة ما كان لها أن تكتمل وتقدم منتجا تفوق عالميا لولا الأيادي الخبيرة التي تتابع عملية الإنتاج خطوة بخطوة بداية من مرحلة القطاف وصولا الى مرحلة “المسطاح” حين ترتب الألواح الخشبية التي تحمل لفافات قمر الدين على مساحات كبيرة في البساتين وهي المرحلة التي قالت عنها العاملة سلام أنها الأجمل حين نرى أن العمل الذي بدأنا به مع بزوغ أول خيوط الفجر قد منحنا هذا المنظر البديع الذي يملأ المكان.

أما العاملة سعدية قصاب فقالت إن أكثر ما يشدها هو مشهد خيوط الشمس الذهبية التي تنعكس على ألواح قمر الدين وتعطيه لونه المميز في حين كانت ابتسامة الرجل الخمسيني أبو عدنان كافية لتحكي لنا قصصا لا تنتهي عن الماضي وأفراحه وذكرياته الجميلة التي ترافقت مع صناعة قمر الدين لكنه اكتفى بالقول.. “فخورون بأننا ننتج أفضل أنواع قمر الدين في العالم وسنكون هكذا دائما”.

نور يوسف وبلال خازم