الشريط الإخباري

هل يتعقل الغرب؟- بقلم: ديب علي حسن

من المفارقات الغريبة في المشهد السياسي الغربي تجاه العالم أنه يعمل بروح عدوانية فوقية وكأن عصر الاستعمار والاستعباد والوصاية مازال قائماً, وبالوقت نفسه يتحفنا هذا الغرب بمحاضرات القيم والسيادة وحق تقرير المصير من على منابر المنظمات الأممية, وكأنهم كما يقول المثل الشعبي: يقتل القتيل ويمشي بجنازته.

وبجولة سريعة على المشهد العالمي الآن, ولاسيما في علاقات الغرب مع الصين والاتحاد الروسي, تجد ما نذهب إليه, تدخّل سافر بشؤون هذه الدول العظمى, وهي أعضاء دائمة في مجلس الأمن الدولي, وتشكل الثقل العالمي الحقيقي في المشهد الاقتصادي والسياسي, والقدرة على التفاعل والتواصل مع العالم, بعلاقات يسودها التعامل بالمثل.

والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يعطي بريطانيا حق التدخل في الشؤون الداخلية للصين, وكيف تجد الجرأة في الطرح والعمل على زعزعة الاستقرار هناك ؟ وبالوقت نفسه يعمل محراك الشر نحو الاتحاد الروسي ومحيطه, فهل يمكن مثلاً تقبل الولايات المتحدة أن تعمل هذه الدول على إقامة تحالفات في محيطها؟.

في هذه المتغيرات التي على ما يبدو أنها سوف تكون بغير ما تشتهي سفنها, لن يكون حصاد الغرب ذا ثمر أبداً, ومع هذا يبدو من يدير السياسة الغربية كأنه لايقرأ الواقع ولاسيما أن المشروع الأميركي بغض النظر عما هو عليه الآن سوف ينكفئ, وعلى الغرب أن يقرأ هذه الحقائق بدقة, لاسيما أن الاتحاد الروسي قد نبه الغرب مرات ومرات وحذره من مغبة الدخول بمواجهة سيكون خاسراً فيها, وبالتأكيد لن تنجر الولايات المتحدة إلى المواجهة بل ستكون الدول الغربية هي الضحية.