الشريط الإخباري

(قبل أن يذوب الجليد).. عرض للمسرح القومي بالسويداء

السويداء-سانا

يفتح عرض “قبل أن يذوب الجليد” للمسرح القومي بالسويداء من إعداد وإخراج فرحان ريدان الباب على قراءات وتفسيرات وتساؤلات متعددة ومقاربات فنية وجمالية غير مباشرة ومتعة بصرية وكوميدية تحاكي هواجس راهنة.

العمل الذي تتواصل عروضه يومياً على خشبة قصر الثقافة بمدينة السويداء مأخوذ عن نص للكاتب المسرحي التركي جواد فهمي باشكوت وتدور فكرته حول قائم مقام يعين حديثاً مسؤولا ًعن منطقة وحين يصل إليها يجد أوضاعها سيئة فهي معزولة عن محيطها بسبب تراكم الثلوج والجليد فيقرر إصلاح واقعها ومعالجة مشكلاتها وإعادة الحقوق لأصحابها ومساعدة الفقراء ومحاسبة الفاسدين ويعين أحد المحاربين القدماء مساعداً له لكن مجموعة من التجار الوصوليين يتآمرون عليه وعلى فريق عمله لإقالته واعتبارهم فارين من مشفى المجانين.

ويوضح ريدان أن العمل هو نوع من الكوميديا الكلاسيكية يستند على العرض الأساسي لباشكوت مع إدخال مشاهد من مسرحية كانون الثاني للكاتب يوردان راديشكوف إضافة إلى بعض القصص القصيرة لتشودونير ومشاهد قام بكتابتها بنفسه مع حرصه على تحديث العمل والاشتغال على شخصياته من جديد لتقريبه من الزمن الحالي وإعطائه شيئاً من الحيوية فيما يتعلق بحركية الشخصيات أو برؤيته الإخراجية.

كما تحفل المسرحية وفقاً لمخرجها بمقاربات فنية وجمالية وغير مباشرة لبعض هواجسنا وتحرض أسئلة وتخلق حواراً وتحاول الذهاب إلى الجوهري في أيامنا والعميق في ثنايا نفوسنا منوها بجهود طاقم العمل فيما يتعلق بالإضاءة وتعزيز ملامح الشخصيات سواء بالصوت والمؤثرات أو بالموسيقا وأداء الممثلين والممثلات والفنيين والتقنيين للوصول إلى عمل جيد يعرض للجمهور.

الممثل والمخرج المسرحي معن دويعر الذي أدى دور الجاويش محمود أحد المحاربين القدماء الذي تعرض لظروف قاسية لم تحيده عن موقفه فكان مؤازرا للقائم مقام وجد أن خوض تجربة من هذا النوع وخاصة مع نص يعتبر من النصوص العالمية مسؤولية كبيرة حيث حاول أن يتناول هذا الدور بخصوصية وبشكل وبطريقة جديدة غير تقليدية أو نمطية وإضافة شيء من روحه له.

المخرج والممثل إياد العاقل الذي أدى دور المحامي أشرف هاكار كشخصية مبتذلة ومتملقة تتقن فن الشعارات رأى أن مخرج العمل حاول ان يقارب النص التركي لهذا الزمن مع اجتهاد كبير على الكلمة والجملة والشخوص وكان هناك جهد وتعب لإيجاد مفردات قريبة من البيئة لكي تبدو ملامح الشخصية واضحة بالنسبة للناس وتثير هواجسهم.

أما مدير دائرة المسرح القومي بالسويداء وجيه قيسية فاعتبر أن العمل توخى مقاربة ما يلامس الجمهور وكان واضحاً من خلال مسار العرض منذ البداية حتى نهايته حالة التواصل ما بين جمهور الصالة وما بين الخشبة وهو ذروة ما يبتغيه المسرح وخاصة أن العرض كان مفتوحا على كل التفسيرات وهو قريب وبسيط جداً ورموزه واضحة تلامس الهم الآني لكل مواطن ولا سيما أن بلادنا تمر بحالة مخاض بعد عشر سنوات من الحرب.

 ديار نصر