الشريط الإخباري

انكسار شوكة الشّرّ- بقلم: بشار محمد

تستشعر الدول الغربية ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية حراجة موقفها السياسي على الساحتين الدولية والإقليمية بعد هزيمة مشروعها التوسعي في أكثر من منطقة في العالم وخاصة في منطقتنا العربية وتحديداً أمام محور المقاومة الذي نجح في إلحاق الهزيمة العسكرية والميدانية بالمشروع الإرهابي المدعوم أميركياً وغربياً في سورية وفلسطين والعراق واليمن كذلك إنزال الهزيمة السياسية بالغطرسة الأميركية والغربية وإفشال محاولاتها المتكررة في تسييس كل الملفات الإنسانية والإغاثية في المنظمات الأممية وتعطيل مفاعيلها.

المشهد الدولي مختلف كلياً لناحية انكسار المعسكر الغربي الأميركيّ الذي قرع طبول الحرب مهدداً روسيا وملوحاً بعصا العقوبات الاقتصادية للدول التي تخالف إرادته وتشديد حصار الدول التي لا تدور في الفلك الأميركيّ روسيا والصين وإيران مع التلويح من جديد بفرض عقوبات أميركية على سورية وشعبها بعد الانتصار الوطني الدستوري بإنجاح الاستحقاق الرئاسي رغم أنف الأميركي وأتباعه.

انكسار المعسكر الغربي وتقهقر أدواته يجعلنا نترقب ما ستؤول له القمة الروسية الأميركية بسقف مقبول من الطموحات والاحتمالات لإحداث تقارب ما في العديد من الملفات الساخنة العالقة بين الطرفين وما تفرضه من تداعيات على الساحة الدولية التي تشهد نجاح الجمهورية الإسلامية الإيرانية في فرض إرادتها على مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي وجرّ أميركا للعودة الطوعية للاتفاق في وقت يمرّ فيه كيان العدو الإسرائيلي بمآزق مضاعفة فمن جهة تتصاعد مشكلة تشكيل حكومة للكيان الإسرائيلي وبخيبة جديدة لنتيناهو ومن جهة ثانية تقترب مفاوضات فيينا من الخاتمة الإيرانية المنتظرة ما سيفاقم أزمة الكيان الداخلية والخارجية وخاصة مع حليفه الأميركي.

انتصار محور المقاومة في الثبات وتعزيز الصلابة والقوة الذاتية له وتمكين علاقته مع الحلفاء سيسهم في رسم مشهد دولي مختلف تصوغ شروطه دول محور الحق ويرضخ لها المعسكر الآخر بزعامة الولايات المتحدة الأميركية وتنكسر شوكته وهذه حقيقة واقعية بالمعطيات والأدلة بعيداً عن لغة العواطف فما شهدته المنطقة خلال الفترة السابقة جعل ميزان القوة في صف محور المقاومة وحلفائه وقادمات الأيام ستكشف عن انفراجات وانتصارات تعزز دوره وتقوي شوكته.